استوقفنا المشروع الذي يحمله أحمد بوطبال رفقة أصحابه من ولاية الشلف، والهادف إلى المساهمة في سد النقص الذي تعانيه المؤسسات الاستشفائية فيما يخص التبرع بالدم، حيث عمل الفريق على إنشاء فرقة ناس الخير، التي تعمل اليوم على تكوين جمعية هدفها الأول خدمة الغير، “بدءا بتأمين قطرة دم لكل باحث عن متبرع”. تعود فكرة إنشاء الجمعية إلى دردشة حدثت بين طلبة جامعيين ومن بينهم أحمد، الذي قال ل “المساء”، “أنا متعود رفقة أصدقائي على فتح نقاشات في مواضيع مختلفة تخص المشاكل التي يعانيها الشباب، ومن بينها الفقر والمحتاجون، وبما أن كل واحد منا يعرف محتاجا بحيه فكّرنا في جمع مبلغ من المال كنوع من المساعدة الاجتماعية، ولكن هذا العمل سرعان ما تطور بعد أن شعرنا بحلاوة مساعدة الغير، فقررنا تسطير خرجات لبعض العائلات المحتاجة لدعمها وتفقّد أحوالها”. في أول الأمر كان عمل الشباب غير منظم، غير أن اقتناعهم بالقيمة الإنسانية لما يقومون به دفعهم إلى تكوين مجموعة خيرية تشبه إلى حد ما الجمعية، وذلك في الفاتح ماي 2011؛ حيث كانت أول خرجة منظمة لهم إن صح التعبير إلى مستشفى حي البدر بالشلف. واليوم يفكر أعضاء المجموعة الخيرية في تأسيس الجمعية الخيرية بصورة رسمية تحمل اسم “شباب الخير”. تَبيَّن لأعضاء المجموعة الخيرية أن معظم الناس الذين تَقربوا إليهم بغية المساعدة كانوا في أمس الحاجة إلى متبرعين بالدم رغم الحملات التحسيسية التي تباشرها وزارة الصحة، والتي لاتزال ضعيفة، وهو ما يتجلى عند تنظيم حملات للتبرع بالدم بالتنسيق مع بنك الدم لولاية الشلف، يقول أحمد: “حيث لاحظنا وجود نقص فادح في الدم لعزوف الناس عن التبرع لعدة أسباب، ومن هنا جاءتنا فكرة إنشاء بنك معلومات للراغبين في التبرع بالدم، وذلك من خلال ملء استمارة تضم الاسم، اللقب، العنوان، السن، العنوان الإلكتروني، الزمرة الدموية ورقم الهاتف، وهذه المعلومات تمكّننا من تلبية رغبات من هم في حاجة إلى الدم؛ من خلال الاتصال بهم، وبذلك نكون قد أسهمنا في إنقاذ أرواح بعض المرضى، الذين تُعتبر قطرة دم بالنسبة لهم مرادفا للحياة”. أطلق الناشطون بجمعية ناس الخير على مشروعهم الإنساني اسم “ضع زمرتك” عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايس بوك”. يقول أحمد إنه بعد أن يتم ملء الاستمارة يقوم أعضاء الجمعية بإدراج كل التفاصيل في سجلّ مناسب، وبمجرد أن يتلقوا طلبا من بعض المرضى أو العائلات للحصول على متبرع في زمرة معيّنة من الدم، يجري مباشرة الاتصال عبر الهاتف بالشخص الذي يحمل الزمرة المناسبة، بالاستعانة بالسجل الذي تم فتحه لهذا الغرض. لعل من أهم الميزات التي يحملها مشروع جمعية ناس الخير “ضع زمرتك”؛ كونه يضمن السهولة في تأمين الطلب من ناحية، ومن جهة أخرى التأكيد على تأمين الطلب في الوقت المناسب؛ بحكم أن من يملأ الاستمارة عليه بالالتزام بما وعد به، لا سيما أن الأمر يتعلق بحياة أشخاص يعلّقون آمالا كبيرة على المتبرعين. وفي رده على سؤالنا حول مدى نجاح التجربة التي تُعتبر الأولى من نوعها جاء على لسان أحمد، أن “المشروع انطلق منذ حوالي شهر فقط، غير أنه لقي نجاحا كبيرا؛ بدليل إقبال الشباب من كل ولايات الوطن على مقاسمتنا هذا العمل الإنساني، خاصة من الولايات التالية: الشلف محل النشاط، العاصمة، البليدة ووهران؛ فهذا يدل على التعاون والتكافل الذي ما فتئ يغيب عن الناس”، وأردف قائلا: “منذ أن بدأنا العمل تمكّنا من تقديم المساعدة لحوالي عشرة أشخاص تقربوا إلينا، ونأمل في القريب العاجل أن يمتد نشاطنا إلى كل ولايات الوطن، وأن نتمكن من مساعدة كل من يبحث عن متبرع”. ولمواصلة النشاط يقول أحمد “نناشد السلطات العمومية لولاية الشلف مساعدتنا وتسهيل نشاطاتنا، ليتسنى لنا دعم المرضى والمساهمة إلى حد ما في سد النقص المسجل في طلب الدم”.