أطلق خبراء في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال أمس، "مجمع للتأمين المعلوماتي من القرصنة"، يهدف إلى تحسيس أصحاب المؤسسات الاقتصادية والهيئات الرسمية بالأخطار التي تهددهم من استعمال شبكة الإنترنيت لتحميل برامج وأنظمة معلوماتية مجانية. وحسب الخبير عبد العزيز دردورى، فإن 79 بالمائة من أجهزة الحواسيب المستعملة بالجزائر غير مؤمنة ومعرضة للقرصنة سواء من داخل أو خارج الوطن، وهو ما يعرض كبرى الشركات الناشطة في قطاع الخدمات لأضرار بليغة قد تمس بشبكات نقل الكهرباء والغاز وحتى شبكات النقل . وبغرض تشجيع أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في مجال حماية مواقعهم من القرصنة، تحتضن الجزائر اليوم أول ملتقى حول القرصنة المعلوماتية بحضور خبراء أجانب لعرض تجاربهم في مجال تأمين الشبكات والأنظمة المعلوماتية، وحسب تصريح منظم اللقاء، السيد عبد العزيز دردوري، فإن 30 بالمائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعرضت السنة الفارطة إلى القرصنة المعلوماتية بهدف سرقة البيانات، لذلك تم التفكير في إطلاق "مجمع للتأمين المعلوماتي من القرصنة" يكون على شكل فضاء للتشاور والتحسيس، من خلال الملتقيات التي ستنظم عبر عدد من ولايات الوطن . وعن فكرة إطلاق المجمّع، تطرق السيد دردوري في عرض مفصل عن واقع القرصنة المعلوماتية، إلى أن الجزائر مصنفة في المرتبة العاشرة من أصل 24 دولة، تشير التقارير بخصوصها إلى أنها الأكثر عرضة للقرصنة، بسبب عدم تحكمها في التقنيات التكنولوجية، ويري الخبير أن 30 بالمائة من الهواتف النقالة الذكية المسوقة بالجزائر تعرضت إلى القرصنة السنة الفارطة، الأمر الذي يهدد شبكات متعاملي الهاتف النقال عند إطلاق الجيل الثالث، مشيرا إلى أن التحميل المجاني للعديد من البرامج والأنظمة المعلوماتية يعرض الهاتف لفيروسات تعمل على سرقة البيانات وإلحاق أضرار حتى بشبكة المتعامل . وبخصوص نشاط قراصنة شبكة الإنترنيت عبر العالم، أشار الخبير إلى أنه في اتساع مستمر يصعب ملاحقته، من منطلق أنه يتم يوميا إطلاق 100 ألف فيروس عبر الأنظمة المعلوماتية52 بالمائة منها يتم توزيعها عبر مواقع شبكة الإنترنيت، كما أن 70 بالمائة من هذه الفيروسات تخص صنف " حصان طروادة" المعروف بسرعته في سرقة البيانات وإلحاق أضرار بأجهزة الحواسب والهواتف النقالة . وقد خصصت حكومات الدولة المتقدمة في مجال التكنولوجيات الحديثة - والتي لم تكن في منأى عن هجمات القراصنة - سنة 2011 أكثر من 388 مليار دولار لإصلاح الأعطاب التي ألحقتها الفيروسات، من جهتها ستعمل بعض الشركات الناشطة في مجال إنتاج الحلول التكنولوجية والأنظمة المعلوماتية على اقتراح منتجات تتماشي ومداخيل الشركات الصغيرة، مع تشجيع الإدارات على فتح "مراكز للإنذار"، مهمتها مراقبة ما يتم عبر شبكتها والتحذير في حالة اكتشاف فيروسات قد يمكن تحميلها من غير قصد أو بقصد من طرف العمال، وحسب السيد دردوري، فإن المنظمات العالمية المعنية بمجال القرصنة المعلوماتية تشير في آخر تقرير لها، أن 90 بالمائة من حالات القرصنة داخل شركة تكون من طرف أحد العمال بدافع السرقة أو الانتقام .