يجمع أغلب ممثلي الشركات المتخصصة في تصنيع البرمجيات المضادة للفيروسات المعلوماتية الذين التقينا بهم على هامش فعاليات الطبعة ال 20 لصالون الإعلام الآلي والمكتبة والاتصال سيكوم الجزائر 2011، أن الأنظمة المعلوماتية في الجزائر ما تزال محل تهديد حقيقي من طرف القراصنة، أو ما يعرف في قاموس خبراء المعلوماتية "الهاكرز"، بالنظر إلى ضعف برامج التصدي والمراقبة المعمول وأيضا كونها غير محمية بالشكل اللازم من التأثيرات السلبية للفيروسات الخطيرة التي تتلف أجهزة الاتصالات الثابتة والمحمولة وكل قنوات الاتصال عبر الألياف البصرية. وحسب محدثينا من مسؤولي الشركات التي تمثل كبريات الماركات العالمية في مجال تصنيع البرمجيات المضادة للفيروسات، فإن الشبكة المعلوماتية الداخلية "الانترانيت" وبنوك المعطيات والوسائط الاتصالية اللاسلكية الأخرى بحاجة إلى الدفاعات الذكية التي تجهض أي محاولة اختراق من طرف الفيروسات، خصوصا تلك المصنفة في خانة الفيروسات المعقدة وسريعة النفاذ لهذا الهدف تشارك هذه الشركات لعرض أخر المبتكرات في هذا المجال وهي برمجيات من الجيل الخامس التي تؤمن وتحمي الأجهزة بشكل تام وأيضا لكونها غير قابلة للنسخ، كما هو حاصل مع برمجيات" أفاست" و"كاسبيرسكي" التي تتعرض للقرصنة وتروج في الأسواق السوداء بأسعار متدنية جدا. ومن بين الخصائص التقنية التي زودت بها البرمجيات الجديدة المضادة للفيروسات، نجد المصافي الدقيقة التي تشتعل بتقنية التحديد الجغرافي للمخاطر وأيضا الإنذار المبكر للمستخدم باحتمال وجود فيروسات لمنحه الوقت الكافي للتصرف واخذ الاحتياطات اللازمة مثل إطفاء الجهاز. وقدمت شركات البرمجيات المضادة للفيروسات أرقاما فضيعة حول واقع الاختراقات المعلوماتية وأرقام أخرى حول حجم الأضرار التي تتسبب فيها الفيروسات، حيث ما يزال الاقتصاد الوطني يتكبد خسائر كبيرة في هذا المجال، مؤكدين أن استخدام أنظمة الحماية الأصلية من شانها أن تقلص من من الأضرار إلى درجة الصفر. وتحرص كبريات المخابر المعلوماتية على مواكبة كل التطورات الحاصلة في مجال الإعلام الآلي ووسائل الحماية والأمن لمواجهة شبكات القرصنة والفيروسات الذكية، الأمر الذي يدفع دوما إلى إيجاد تكنولوجيا مضادة. ومعلوم أن الفيروسات المعلوماتية تفتك يوميا ب 2 مليون جهاز عبر العالم، وهي أجهزة إما لأن صلاحية برامج الحماية التي زودت بها قد انقضت أو لكون الأقراص المدمجة "قارئات الفيروسات" التي ألحقت بها مقلدة. وما تزال ثقافة التزود بالبرامج المضادة للفيروسات ضعيفة في الجزائر والوضع يزداد خطورة عندما تعمد بعض الشبكات إلى استنساخ برامج عن النسخ الأصلية واستخدامها لتأمين ملفات معلوماتية حساسة، لأن الفيروسات حسب محدثينا تخترق بسهولة البرامج المقلدة أو المستنسخة. وقال محدثينا إن الصالون يعتبر فضاء مهما لفاعلين الأساسيين في المجال، وذلك لتباحث سبل التعاون وإقامة شراكات نوعية وأيضا تحسيس المواطن بمخاطر استخدام البرامج المقلدة واطلاعه على آخر التكنولوجيات المحققة على صعيد أنظمة الحماية والأمان الالكتروني التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورا متسارعا.