وجه الأمين العام لوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، السيد عبد الرزاق هاني، أمس، دعوة لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من برنامج إعادة تأهيل المؤسسات لتأمين شبكاتهم المعلوماتية، مشيرا إلى أن غالبية الصناعيين اليوم يفكرون في استغلال كل الطرق للربح دون التفكير في الاستثمار في تأمين أنظمتهم المعلوماتية من القرصنة، خاصة إذا علمنا أن 80 بالمائة من حالات القرصنة وسط المؤسسات تتم من طرف عمال المؤسسة أنفسهم. واستغل الأمين العام لوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار فرصة عقد أول ملتقى وطني حول تأمين الأنظمة المعلوماتية من القرصنة بحضور عدد معتبر من أصحاب الشركات الخاصة والعمومية، للتأكيد على ضرورة تعميم مثل هذه اللقاءات بهدف شرح الأبعاد الخطيرة للقرصنة المعلوماتية، مشيرا إلى أن اهتمام الشركات بإدماج الحلول التكنولوجية في نشاطها أمر مهم لكن الأهم منه اليوم هو ضمان حماية أنظمتها المعلوماتية من القرصنة. وأشار السيد هني إلى أن الوزارة واعية اليوم بأهمية مرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لاقتناء أنظمة وتجهيزات تسمح لها بتأمين أنظمتها المعلوماتية، وبالمقابل سيتم إطلاق حملة تحسيسية بالوسائل القانونية المستغلة لمحاربة ظاهرة القرصنة، مشيرا إلى أن الشركات الجزائرية تسعى دوما للربح ولا تهتم بمجال الحماية والأمن، لذلك وجب تنظيم ملتقيات أخرى عبر كامل التراب الوطني لتحسيس رجال الأعمال وتشجيعهم على الاستثمار في مجال الوقاية، مقترحا الاستفادة من برنامج الوزارة المتعلق بإعادة تأهيل المؤسسات للمطالبة بدعم مالي يصل إلى 30 بالمائة لاقتناء أنظمة معلوماتية من شأنها حماية بيانات الشركات. من جهته، استعرض السيد عبد العزيز دردوري الخبير في التكنولوجيات الحديثة وصاحب مؤسسة "أس أس ري" اتساع ظاهرة القرصنة المعلوماتية عبر العالم بعد تطور إنتاج الفيروسات التي يتم نشرها عبر شبكة الانترنت، ويمكن تحميلها بمجرد الاطلاع على المواقع أو تحميل البرامج المجانية وهو ما يحدث نزيفا في ذاكرة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف النقال الذكي. وبمناسبة اللقاء، تمت دعوة خبراء من فرنسا والسويد يمثلون أكبر الشركات الناشطة في مجال الحلول التكنولوجية لمحاربة كل أنواع الفيروسات واقتراح أنظمة مراقبة، منها شركة "مايليستون" التي تقترح نظام مراقبة عبر كاميرا فيديو ذكية يمكنها التقاط 25 صورة في الثانية، وهو المنتوج الموجه حسب المهندس التقني ايت شعلال مصطفي للبنوك بشكل عام ومسيري حظائر السيارات ومحطات النقل البري والجوي، وذلك من منطلق أن نوعية الصور والدقة تسمح بالتحكم أكثر في نوعية الخدمات، وعن مميزات الخدمة الجديدة، يقول السيد شعلال أنها لا تستلزم وضع كوابل كونها تشتغل على شبكة الانترنت ويمكن تحويل الصور إلى التلفاز أو الحاسوب أو حتى الهواتف النقالة الذكية. أما الخدمة الثانية التي عرضتها الشركة المنظمة للملتقى فهي تخص نظاما معلوماتيا يقوم بمراقبة ما تتضمنه الشبكات المعلوماتية، مع التصدي لكل أنواع الفيروسات وتحديد هوية مرسلها سواء داخل الوطن أو خارجه، وهي الخدمة التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف أصحاب المؤسسات خاصة مسؤولي شركات الهاتف النقال.وحسب تصريح المدير العام لشركة "موبيليس"، سعد داما، ل«المساء" فإن المتعامل خصص استثمارات ضخمة لحماية أنظمته المعلوماتية خاصة وأنها تشكل العمود الفقري لنشاط الشركة كونها تتضمن معطيات خاصة عن زبائنه، مؤكدا أن "موبيليس" لم تنتظر دخول الجيل الثالث للهاتف النقال حتى تقتني مثل هذه الأنظمة الحديثة وتكون إطاراتها للتحكم في هذه التقنيات، والدليل على ذلك أن المتعامل لم يسجل حالات قرصة للمعلومات منذ انطلاق نشاطه.