يختلف الحرقوس التونسي عن الحنة في مكوناته ولونه ورائحته، حيث يُصنع من عود القرنفل والعفص والجاوي، وهي أعشاب طبيعية لونها أسود ورائحتها طيبة، وبالإمكان وضعه وحده أو مزجه مع الحنة. عن هذا حدثتنا السيدة فاطمة الزهراء حرفية في الخمسينات من العمر، على هامش الطبعة 46 للصالون الدولي بقصر المعارض. قالت فاطمة الزهراء ل «المساء»: «في تونس يُستعمل الحرقوس للعرائس، ويُنقش على اليدين والساقين ليزيدها جاذبية إلى جانب الحنة». وأضافت: «مشاركتي في الصالون كانت بغرض إمتاع الجزائريات بهذه الزينة؛ لأنها ليست غريبة عنهن؛ حيث تقصد العديد من الزبونات الجزائريات خلال عطلتهن الصيفية، تونس، إلى جانب سياح من دول عربية أخرى وأجنبية». منهمكة في عملها، كانت فاطمة تطبع أشكالا ورسومات جميلة تختلف بين الورود والزخارف حسب طلب الزبونات. وبابتسامة حدثتنا فاطمة عن حبها الكبير لحرفتها، وعبّرت لنا عن فرحتها بمشاركتها الأولى في الصالون الدولي الجزائري؛ حيث قالت: «شاركت في العديد من المهرجانات الدولية العربية على غرار دبي، سوريا والمغرب، إلا أن هذه أول مرة أزور فيها الجزائر، لقد استمتعت كثيرا مع الجزائريات وسعدت بحبهن للزينة وخاصة الحرقوس». عرف جناح الحرفية المزيَّن بالزرابي التقليدية وغرفة معيشة على الطراز التونسي بألوان باهية يلفت فيها اللون الأزرق انتباه المارة إلى جانب الأرجيلات من الزجاج المزخرف والأضواء الخافتة، إقبالا واسعا من طرف الزوار، الذين دفعهم الفضول إلى معرفة عالم الحرقوس التونسي واكتشاف المادة المستعمَلة في عملية الرسم. اقتربنا من بعض الزبونات لمعرفة سر تعلّقهن بهذه الحرفة ومدى إعجابهن بها، حيث كشفت كل من نسيمة ووداد ووهيبة ثلاث أخوات، عن إعجابهن به؛ حيث قالت إحداهن: «خلال كل معرض أبحث مع صديقاتي عن جناح دولة المغرب؛ حيث تشارك حرفيات متخصصات في الحرقوس، لأستمتع بهذه الزخرفة على يدي، والتي تدوم من 15 إلى 20 يوما إذا كان الحرقوس من النوعية الرفيعة». كما عبّرت لنا فاطمة الزهراء عن تعلقها بالحقنة والمحبرة التي تلازمها طول الوقت، والتي تستعملها في الرسم لإرضاء رغبات الزبونات، اللواتي يعشقن الحرقوس؛ نظرا للأشكال الجميلة التي تتفنن في وضعها على أيديهن، حيث أكدت لنا أن همّها الوحيد هو تطوير هذا الفن بعد 10 سنوات من الممارسة والبحث عن تقنيات ونقوشات جديدة لإبهار زبوناتها. كما تتمنى فاطمة أن تنقل هذه الحرفة إلى شابات أخريات لمنعها من الزوال. وحسب محدثتنا، يتراوح سعر هذه الرسومات بين 200 دينار و600 دينار جزائري حسب حجم الرسم وموقعه وشكله؛ فهي تعمل على نماذج من «كاتالوج» خاص بها، فعند ابتكارها لشكل معيَّن تأخذه في صورة وتُدرجه ضمن خيارات الزبونات. كما عرضت فاطمة الزهراء للبيع علبة صغيرة لا يزيد حجمها عن 10 غ من الحرقوس ب1000 دج. ويتركب الحرقوس من العفص والقرنفل بالإضافة إلى ماء الزهر وبعض المنكهات التي تعطي رائحة زكية، خاصة عند وضعه على المفصل.