وجه وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى أمس، تعليمات صارمة لمحافظي الغابات للإسراع في عملية اقتلاع الحشائش الضارة وتهيئة المسالك قبل شهر جويلية القادم، مع تحسيس المواطنين خاصة السكان الذين يقطنون بالقرب من الغابات، بضرورة المساهمة في حمايتها وتنسيق العمل مع محافظي الغابات للتدخل السريع في حالة وقوع حرائق. وخلال عملية تقييم عمل اللجنة المشتركة لمكافحة الحرائق، شدد الوزير على ضرورة تنسيق العمل ما بين كل أعضاء اللجنة لتجنيد كل وسائل التدخل، خاصة وأن سنة 2012 تميزت بإتلاف أكثر من 100 ألف هكتار وهو رقم كبير مقارنة بالسنوات الفارطة . واستغل وزير القطاع، الاجتماع الثاني من نوعه للجنة، والذي انعقد أمس بمقر الوزارة للوقوف على النقائص المسجلة في مجال تهيئة مسالك الغابات، سواء من طرف مديريات الأشغال العمومية أو مديرية الغابات، موجها تعليمات صارمة للإسراع في الأشغال قبل حلول شهر جويلية القادم للحد من مسببات الحرائق التي تتلف سنويا الآلاف من الهكتارات، مشيرا في ذات السياق، إلى أن مديريات الأشغال العمومية تكفلت بتهيئة وتنظيف 10 آلاف كيلومتر وجندت للعملية 10 آلاف عون، ومن جهتها جندت المديرية العامة للغابات 38 ألف عون خلال موسم الصيف الجاري لتعميم المراقبة مع تجهيز وحداتها ب 24 شاحنة للتدخل السريع في حالة وقوع الحرائق . ومن ناحيته، تعرض السيد عمار بومزير مدير مصلحة النباتات والحيوانات بالوزارة إلى مختلف الإجراءات المتخذة من طرف اللجنة، حرصا على الحد من خسائر الحرائق التي تمس الغطاء النباتي بشكل عام والغابات بشكل خاص، مشيرا إلى إطلاق حملات تنظيف محيط الغابات وتهيئة المسالك منذ عدة أشهر، بعد أن تم توظيف عدد إضافي من العمال الموسمين، بالإضافة إلى تخصيص شاحنات مجهزة بصهاريج من الحجم المتوسط للتدخل العاجل في حالة وقوع حريق للحد من انتشاره ومد يد المساعدة لأعوان الحماية المدنية. وبخصوص سبب ارتفاع المساحات المتلفة السنة الفارطة إلى أكثر من 100 ألف هكتار، تطرق السيد بومزير إلى اندلاع عدة حرائق في مناطق متفرقة من الغابات في وقت واحد مما عرقل عمل أعوان الإطفاء، وهو نفس السيناريو المحتمل لهذه السنة، بسبب التغيرات المناخية وتسجيل ارتفاع كبيرة في درجات الحرارة، مما يرفع من احتمالات وقوع الحرائق . ومن بين التوجيهات التي حرص عليها وزير القطاع، ضرورة إشراك المواطنين خاصة السكان الذين يقطنون وسط الغابات أو بالقرب منها للمشاركة في حملات التنظيف والتدخل في حالة اندلاع الحريق، مشيرا إلى أن السنة الفارطة سجل فيها تجنيد 5 آلاف مواطن في عمليات مكافحة وإخماد النيران .