استمتع الأطفال الصغار المتوافدون على المسرح الجهوي “كاتب ياسين” بتيزي وزو، بعرض مسرحي يحمل عنوان “الفراشة المغرورة” للتعاونية الثقافية “بذرة الفن” لولاية تيزي وزو، إذ استطاعت أن توصل رسالتها إلى المشاهد الصغير كمساعدة الغير وعدم التكبّر. تناولت المسرحية الموجّهة للجمهور الصغير في مدة 45 دقيقة، حياة الحشرات في الطبيعة، حيث قرّرت تنظيم حملة لتنظيف البيئة والوسط الذي تعيش فيه، غير أنّ الفراشة تأخّرت عن الموعد، لتتساءل الدعسوقة والنملة عن سبب غياب الفراشة عن المشاركة وتأخّرها، ليتبيّن أنّها افتعلت التأخّر كي لا تنظف معهما البيئة، وهو ما أثار غضبهما. وتمكّنت شخصيات المسرحية من جلب اهتمام المشاهد الصغير الذي تتبّع بشغف كبير أحداثها التي جسّدت في ديكور ملائم لكلّ مشهد من العرض الذي كان يهدف إلى التوعية والتحسيس، خاصة بعدما تغيّر المشهد إلى مشهد تلقين الفراشة درسا، وكان أكثر حماسا وعبرة، إذ تمنّت الفراشة أن تعيش في قصر بالحديقة، وهو فعلا ما تحقّق، وفي القصر التقت الفراشة بالبستاني الذي حذّرها من لمس الوردة العجيبة ذات الألوان السبعة، لكنها ولأنها أنانية ومغرورة، لم تسمع كلام البستاني وقامت بلمس الوردة، لتفقد بذلك جمالها، وحتى تتمكّن من استعادته، قامت بالاعتذار من أصدقائها، لكن هذا لم يكن كافيا، إذ يجب أن يسامحها أصدقاؤها على فعلتها. وخلق هذا المشهد حماسا وفضولا لدى الأطفال، إلى أن تمكّنت الفراشة من استرجاع جمالها، لتدرك بذلك أن لا شيء يمكن أن يحلّ محل الأصدقاء، وأنّ الغرور ليس بخصلة جيّدة ومميّزة، وبهذا استوعبت الفراشة الدرس، كما استخلص المتفرّج الصغير العبرة من هذا العرض حتى يتفادى هو الآخر الانصياع للغرور والأنانية حتى لا يكون له نفس مصير الفراشة.