كشف وزير الصيد البحري والموارد الصيدية السيد سيد أحمد فروخي أمس، عن إطلاق المخطط الخماسي الجديد للوزارة خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، لتحديد الاستراتيجية القطاعية إلى غاية 2017، مؤكدا حرصه على الحفاظ على المستوى الذي بلغته الجزائر في مجال الصيد البحري مع توجيه الأولوية لمجال تربية المائيات في الأقفاص العائمة بالبحر، وتشجيع المشاريع التي يكون لها حجم اقتصادي فعال وتفادي الدعم المباشر من طرف الوزارة، ليقتصر على المرافقة التقنية. وبخصوص مشاريع تربية المائيات تطرق الوزير الذي كان ضيفا على منتدى "الشعب" أمس، لتسجيل نجاح ثلاثة مشاريع بكل من تڤزيرت بولاية تيزي وزو وكاب جنات بولاية بومرداس وعين تموشنت، مع تسجيل 3 مشاريع قيد الدراسة و04 مشاريع تخص تربية الصدفيات والمحار، مؤكدا أن تحويل اهتمام الوزارة إلى مجال تربية المائيات في البحر، مرده عدم التوافق ما بين العرض والطلب بخصوص صيد السمك، الذي لا يزيد عن 125 ألف طن في السنة، وهي النسبة القصوى التي يمكن بلوغها خاصة إذا علمنا أن مؤشر الإنتاج بالبحر الأبيض المتوسط يبلغ مليون طن تتقاسمه 23 دولة، في حين يبلغ مؤشر إنتاج الجهة الشمالية بالمحيط الأطلسي 20 مليون طن. وأشار الوزير إلى أن الثقافة الاستهلاكية للمواطن تجعله يفضّل الإنتاج الطازج الذي يمثل فيه السمك الأزرق 90 بالمائة، في حين يسجل سنويا استيراد 30 ألف طن من السمك المجمد، تنوي الوزارة استدراك عجز الإنتاج من خلال تشجيع الشباب على تربية المائيات في الأقفاص العائمة وتطوير مجال الصيد القاري. ولذات الغرض تم الاتفاق مع الباحثين لإعادة توجيه وتصويب برنامج تربية المائيات، من خلال الرفع من قدرات التأطير والتكوين مع فتح أربع ورشات دائمة لهيكلة المشاريع. وفي رد ممثل الحكومة عن فحوى لقائه الأخير مع مسؤولي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والوكالة الوطنية للقرض المصغر، أشار إلى أنه تم الاتفاق على تحديد آليات لتنسيق العمل ما بين مختلف المتدخلين لتوحيد الرؤى، كما تم التطرق إلى مصير أكثر من ألفي مشروع؛ بغرض تسهيل الإجراءات الإدارية، مشيرا إلى أن الوزارة أخذت على عاتقها مهمة التكفل بالمشاكل العالقة التي كانت تخص عدم توفر الأرصفة، على أن يتم حل إشكالية تخلّف الشباب عن دفع القروض في وقت لاحق بعد إعادة جدولة الديون. واستبعد الوزير فكرة إعادة فتح مجال الدعم بخصوص اقتناء قوارب الصيد، مؤكدا أن الموانئ بلغت نسبة التشبّع ب 4500 قارب صيد، يشتغل على متنها 70 ألف مهني، 60 بالمائة منهم من فئة الشباب، مشيرا إلى أن تدابير الدعم ستخصَّص مستقبلا للخدمات، مثل الصيانة وصناعة الثلج، في حين تَقرر عدم شروع وكالات الدعم في احتساب الفوائد إلى غاية إطلاق المشاريع، مع العلم أنه تم تحديد قائمة جديدة من المشاريع التي ستستفيد من الدعم المالي. وبخصوص رفع التجميد عن صيد المرجان أشار السيد فروخي إلى أنه يتابع عن قرب، كل الظروف التي سترافق قرار إعادة فتح نشاط الصيد، وفي حالة رفع التجميد سيكون ذلك بقرار حكومي. وعن تقييم حملة صيد التونة التي ستنتهي يوم 27 جوان المقبل، أشار الوزير إلى أنها تسير بشكل جديد، خاصة أن الجزائر، لأول مرة، تستعمل سفن صيد تونة جزائرية لصيد حصة ال 243 ألف طن، متوقعا أن تسترجع الجزائر مستقبلا حصتها بالكامل، التي كانت مقدَّرة ب 656 ألف طن. واحتفالا بخمسينية الاستقلال، سيحتضن قصر الثقافة مفدى زكرياء يوم 29 جوان المقبل، معرضا تحت شعار "تاريخ وإنجازات قطاع الصيد البحري وتربية المائيات". وبالمناسبة، قرر الوزير تكوين مهنيين شاركوا في الثروة التحريرية الكبرى؛ من خلال نقل السلاح عبر قوارب الصيد، وبين 2 و3 جويلية المقبل ستحتضن ولاية بومرداس، بدورها، عدة تظاهرات بميناء الصيد.