إحياءً لليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف ل26 جوان من كل سنة، نظمت مصالح أمن ولاية الجزائر بالتنسيق مع المجتمع المدني ممثلا في جمعية رعاية الشباب، أمس، بساحة البريد المركزي، يوما إعلاميا تحسيسيا، عرف توافد أعداد كبيرة من الشباب والأولياء للاستفسار وطلب التوجيهات. ولدى إشرافه على افتتاح اليوم الإعلامي قال عميد أول بالشرطة نور الدين بن راشدي رئيس أمن ولاية الجزائر العاصمة، إن مصالح أمن ولاية الجزائر اختارت هذه السنة إحياء لليوم العالمي للمخدرات شعار ”لا لمستقبل مجهول... لا للمخدرات”، وارتأت من خلال اليوم التحسيسي التركيز على أهمية العمل الجواري في استرجاع الشباب المدمن، والتأكيد على أن باب التوبة يظل مفتوحا لغير المسبوقين من الذين غُرّر بهم”. وأردف قائلا: ”بعدما كانت الجزائر عبارة عن منطقة عبور، تسير اليوم لتتحول إلى منطقة استهلاك. ولمواجهة الظاهرة سطّرت المديرية العامة للأمن الوطني برنامجا مكثفا، كان من أحد أهم نتائجه أن تم استقبال 183 شابا مدمنا، تم تحويل 66 منهم إلى مراكز العلاج، كما تم التكفل نفسيا ب 277 شابا مع إقامة ما لا يقل عن 173 معرضا بهدف التوعية والتوجيه”. وفي سياق متصل، كشف المتحدث عن تمكّن مصالح قوات الشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر خلال الأشهر الخمسة الأولى، من حجز 58كلغ و464 غراما من القنب الهندي و18059 مؤثرا عقليا و7 غرامات من الهيروين و5 غرامات من المورفين و55 حقنة بها مساحيق المخدرات الصلبة. كما تم خلال الأسبوع الثالث من شهر جوان 2013، حجز كمية أخرى تقدَّر ب1715 قرصا مهلوسا و218 غراما من القنب الهندي. وأرجع ذات المصدر تفشّي المخدرات بين الأوساط الشبانية بالدرجة الأولى، إلى استقلالية الأولياء وتخلّيهم عن واجباتهم التربوية، حيث قال بأن ”دور مصالح الأمن رغم أهميته يظل غير كاف؛ إذ لا بد للأولياء أن يلتفتوا إلى أبنائهم من جهة، وينبغي أيضا للمجتمع المدني ممثلا في الجمعيات والمساجد وحتى الأفراد، أن يلعبوا دورهم في مواجهة هذا الوباء القاتل”. ونفى بن راشدي ما يشاع عن وجود كميات كبيرة من المخدرات في الجزائر، حيث أقرّ بأن الوضع مقارنة بدول أخرى، لا يدعو إلى الخطر، سيما مع المجهودات التي تبذلها مصالح الأمن عبر كامل التراب الوطني، للحد من دخول المخدرات واستهلاكها، مضيفا أن ”ما يُستهلك بكثرة في الجزائر هو القنب الهندي والأقراص المهلوسة، أما المخدرات ذات العيار الثقيل، فتتواجد بكميات قليلة، ويجري اليوم محاربتها بالإمكانات المتوفرة، غير أن ما ينبغي التنبيه إليه هو أن خطورة المخدرات لا تكمن في إذهابها لعقل المدمن فقط، بل فيما تتسبب فيه من جرائم قتل وزنى المحارم”. ومن أجل تكريس ثقافة تقريب المواطن من مصالح الأمن وتفعيل العمل الجواري، تم تنصيب العديد من الأجنحة التي تعرض للجمهور مختلف الآليات التي تعتمدها مصالح الأمن في مكافحة المخدرات، على غرار جناح خلايا الإصغاء لتعريف المواطنين بكيفية التواصل مع الأمن، إلى جانب جناح لعرض بعض أنواع المخدرات التي تروَّج بالجزائر، وأجنحة أخرى تخص دور الكلاب المدرَّبة. وقد تم، بالمناسبة، إجراء مناورة، اطّلع خلالها المواطنون على دور الكلاب المدرَّبة في الكشف عن المخدرات. كما تم عرض نموذج لمركز شرطة متنقل، من المنتظر أن يدخل في الأيام القليلة القادمة حيز الخدمة، لتأمين التغطية الأمنية ببعض الأماكن البعيدة عن مراكز الشرطة من جهة، ولتقريب الشرطة من المواطن وكذا لتسيير بعض النشاطات الرياضية وغيرها من تلك التي لا يمكن لمصالح الأمن متابعتها عن بعد. للإشارة، عرف اليوم الإعلامي تجاوبا كبيرا من المواطنين بمن فيهم المدمنون من الشباب، الذين تَقرّبوا من مصلحة الإصغاء والمستشفى المتنقلين، للحصول على التوجيهات الضرورية للعلاج والإقلاع عن الإدمان.