أشرف نور الدين براشدي العميد الأول ورئيس أمن ولاية الجزائر، أمس، على افتتاح فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي حمل هذه السنة شعار «لا لمستقبل مجهول، لا للمخدرات»، وقال في الندوة الصحفية التي نشطها بساحة البريد المركزي أن المديرية العامة للأمن الوطني وبالشراكة مع الجمعيات لن تدخر أي جهد في محاربة هذه الآفة بشقيها التوعوي والردعي. واعتبر نور الدين براشدي، في كلمته، أن اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وقفة لإبراز العمل المنجز من طرف أمن ولاية الجزائر في مكافحة الآفة التي حولت الجزائر من منطقة عبور إلى منطقة مستهلكة للمخدرات سواء كانت صلبة أو أقراص مهلوسة. وفي هذا السياق أكد نور الدين براشدي أن أمن ولاية الجزائر سخر ما يربو عن 5194 عون من مختلف الرتب لمكافحة هذه الآفة بأماكن تواجدها للتمكن من ضبط المعنيين في حالة تلبس خاصة بالأحياء الشعبية أين أثبتت الإحصائيات أن حالات كثيرة من الجرائم لها علاقة مباشرة بالمستهلكين لهذه السموم. وفي حديثه عن الإستراتيجية المتبعة، أكد أنها تهتم بالجانب الوقائي الذي يعنى بالمستهلكين المبتدئين والذين يمكن استرجاعهم من خلال إخضاعهم إلى العلاج الذي يشرف عليه مختصون نفسانيون واجتماعيون، وقال رئيس أمن ولاية الجزائر أنه غالبا ما تكون هذه الفئة لها رغبة في العودة إلى جادة الطريق، ولن يكون ذلك إلا بتقريب الشرطة من المواطن بالاعتماد على عامل الحوار والإصغاء والإقناع والأيام التحسيسية التي يقوم بها أمن ولاية الجزائر في الأحياء الشعبية، دور الشباب والمؤسسات التربوية إلى جانب الأحياء الجامعية. وكشف العميد الأول للشرطة نور الدين براشدي أن إحصائيات السداسي الأول من 2013 تم فيه ضبط 183 شاب مدمن وجه 63 منهم إلى مراكز العلاج، كما وجه 227 الى الجانب النفسي، كما نظمت خلال السداسي الأول 173 معرض وأبواب مفتوحة على هذه الشريحة الهشة من المجتمع. أما فيما يخص بارونات الاتجار غير الشرعي بالمخدرات، شدد براشدي أن قبضة أمن ولاية الجزائر ستكون من حديد وعلى عكس الجانب الوقائي سينم اللجوء إلى الردع وصرامة القانون، وفي هذا الإطار وفيما يخص السداسي الأول حجزت مصالح أمن ولاية الجزائر 62 كلغ من القنب الهندي وأزيد من 121 ألف قرص مهلوس، أما المخدرات الصلبة فتم حجز 5غرام من الهيروين و69,9 غرام من الكوكايين و5 غرامات من المورفين، كما ضبطت مصالح أمن ولاية الجزائر 65 حقنة بها خليط من المخدرات الصلبة. ولم يغفل رئيس أمن ولاية الجزائر التنويه بدور الجمعيات والمؤسسات خاصة التربوية والدينية في محاربة آفة المخدرات التي استفحلت في المجتمع، مشيرا إلى دور الأسرة في توجيه الأبناء ومرافقتهم في المراحل العمرية الحرجة، دور أصبح الأولياء مستقيلين منه تاركين فلذات أكبادهم وسط ظلام حالك إسمه المخدرات. وفي تصريح ل«الشعب» قال عبد الكريم عبيدات خبير دولي في الوقاية الجوارية ورئيس المجلس الوطني لجمعيات رعاية الشباب، أن عدد المدمنين في الجزائر هو 300 ألف تتراوح أعمارهم مابين 15 سنة و35 سنة من بينهم 2 إلى 3 بالمائة إناث، وأن الاحتفالات هذه السنة عرفت إضافة جديدة هي المستشفى المتنقل الذي سيجوب مختلف مناطق وأحياء الوطن من أجل التقرب إلى الشباب الراغبين في العلاج، وصرح أن عدد الحافلات التي ستشكل قافلة مكافحة المخدرات هي ثلاث حافلات خاصة بالعلاج النفسي وثلاث حافلات مدرسية وواحدة هي مستشفى متنقلة في خدمة الشباب المدمنين.