شرطة حدود وجمارك متنقلة في خدمة المسافر دون النزول من سيارته اتخذت السلطات الجزائرية تدابير لتسهيل عمليات استقبال الجالية الجزائرية خلال موسم الاصطياف الحالي وشهر رمضان، للقضاء على الطوابير التي ظلوا يعانون منها عند وصول البواخر إلى الميناء. بحيث تم تجنيد أعوان من شرطة الحدود مجهزين بأجهزة حاسوب محمولة، يتنقلون للمصادقة على جوازات سفر المسافرين وهم على متن سياراتهم قبل النزول من الباخرة، ربحا للوقت وتفاديا للطوابير الطويلة التي يضيع فيها المسافر ساعات طويلة للمصادقة على جواز سفره عند البحث عن مكان لركن سيارته والتوجه إلى شباك شرطة الحدود. بالإضافة إلى إجراءات أخرى منها المعالجة القبلية لملف المسافر قبل وصول الباخرة أو الطائرة عن طريق النظام الإلكتروني. وكشف السيد بلقاسم ساحلي، كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج، عن عدة تدابير اتخذتها مصالحه بالتنسيق مع الهيئات الدبلوماسية والأمنية والوزارات، بغرض تسهيل تنقل الجالية الجزائرية الراغبة في قضاء عطلة الصيف وشهر رمضان بأرض الوطن خلال هذا الموسم، الذي يشهد توافد عدد كبير للجالية. وأشار في ندوة صحفية عقدها بمقر وزارة الخارجية أمس مباشرة بعد الاجتماع الثاني المخصص لهذه الفئة بالتنسيق مع الجهات المعنية، إلى أنه تم الاتفاق على مضاعفة الجهود المبذولة سابقا لتسهيل تنقل هذه الفئة خاصة على مستوى الموانئ، حيث تم بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني، تجنيد أفراد شرطة الحدود للتنقل إلى سيارات المسافرين للمصادقة على جوازات سفرهم، بدل نزول هؤلاء المسافرين والتوجه إلى شبابيك الشرطة مثلما كان معمول به من قبل. علما أنه تم تقليص مدة معالجة حالة كل مسافر ومراقبة وثائقه إلى دقيقة واحدة. ولربح الوقت، أكد السيد ساحلي، أنه بالتنسيق أيضا مع شركات النقل، سيتم تزويد شرطة الحدود عند إقلاع الطائرات أو البواخر المتجهة للجزائر بهوية المسافرين على متن رحلاتها، للتمكن من القيام بمعالجة قبلية لحالاتهم والتعرف على الأشخاص الذين يكونون محل بحث من طرف العدالة أو الأمن لتوقيفهم مباشرة، حتى لا يتم تضيع الوقت عند وصول الرحلة وتمكين المسافرين من الخروج في أقصر وقت ممكن. ونفس الشيء بالنسبة للإجراءات الجمركية، حيث تم تجنيد أعوان من الجمارك على متن هذه البواخر ليكون لها متسع من الوقت للقيام بعملها على طول الرحلة، بالإضافة إلى تخصيص رواق أخضر لكبار السن والعائلات التي ليس لها ما تصرح به للجمارك، لتمكينها من الخروج بسرعة. كما تم تعيين فرق لشركات التأمين على متن هذه البواخر، لتمكين أفراد الجالية الذين أحضروا سياراتهم من إبرام عقود للتأمين على سياراتهم للفترة التي يقضونها بأرض الوطن، كون التأمين إجباريا في بلد الاستقبال، وفقا لما ينص عليه القانون، وذلك تفاديا لتضييع الوقت عند النزول من الباخرة كما كان في السابق، حيث كانت هذه العملية تتم في الميناء عند النزول من الباخرة. ولتمديد جسور التواصل مع الوطن الأم، برمجت كتابة الدولة المكلفة بالجالية هذه السنة مخيمات صيفية لأبناء الجالية المقيمة بالخارج، حيث سيستفيد منها 400 طفل جزائري مقيم بالمغرب، تونس، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، على أن تتكفل المديرية العامة للأمن الوطني باستقبال 300 منهم في المراكز السياحية التابعة لها، والباقي تتكفل بهم كتابة الدولة للجالية. علما، أن المخيم الذي سينطلق في 15 أوت المقبل سيشمل عدة نشاطات، منها تقديم دروس لتعلم اللغة العربية. ويبقى الهدف من هذه المبادرة، خلق علاقات تواصل بين هؤلاء الأطفال ووطنهم –يضيف السيد ساحلي – الذي كشف عن توسيع هذه المبادرة ابتداء من السنة المقبلة تحت شعار :«عد إلى البيت" باستقبال هؤلاء الأطفال من طرف عائلات جزائرية التي ترغب في ذلك، لجعلهم يحتكون بالمجتمع الجزائري والتعرف أكثر عن عادات وتقاليد بلدهم. وقد سمح الاجتماع الذي عقدته اللجنة المشتركة لتسهيل دخول الجالية الجزائرية لأرض الوطن، بتخفيض أسعار تذاكر الرحلات البحرية والجوية في الفترة الممتدة ما بين 7 جويلية و8 أوت، بالإضافة إلى زيادة عدد هذه الرحلات ببرمجة رحلات إضافية مقارنة بتلك المبرمجة طيلة السنة للقضاء على الاكتظاظ. ومن جهتها، تقوم شركة موبيليس للهاتف النقال على مستوى الموانئ بمنح شرائح هاتفية مجانية برصيد 100 دينار لأفراد الجالية من باب الترحيب وحسن الضيافة، حتى يكونوا في اتصال مع أهلهم وأصدقائهم. وذكر المتحدث، برفع عدد أعوان الشرطة والأعوان الموسمين بالموانئ والمطارات للسهر على راحة المسافرين وتقديم أحسن الخدمات لهم، مؤكدا أنّ الهيئات المشاركة في وضع هذه الإجراءات ستقوم بزيارات ميدانية مفاجئة، لمعاينة مدى تطبيق التدابير المتخذة. وقد تم وضع رقم أخضر تحت تصرف الجالية، للاتصال في حال تسجيل أي مشكل يخص رحلاتها أو حصولها على الوثائق من مصالح القنصليات. وستتكفل كتابة الدولة المكلفة بالجالية الجزائرية بالخارج، عشية الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب على متن الرحلة البحرية المبرمجة يوم 4 جويلية المقبل من ميناء مارسيليا باتجاه الجزائر، بعينة تتكون من 40 جزائريا مقيما بفرنسا من المجاهدين، الفنانين، والشباب سيتم نقلهم مجانا، كما ستقام على شرفهم نشاطات ثقافية وعرض فيلم "بن بولعيد" للتعريف بتاريخ الجزائر خاصة للجيل الجديد المقيم بفرنسا لغرس الروح الوطنية في نفوسهم وحفظ الذاكرة الجزائرية.