بعد بداية محتشمة في انطلاق ألعاب البحر الأبيض المتوسط، استطاعت بعض المنتخبات الجزائرية المشاركة في هذه المنافسة الدولية، حفظ ماء الوجه وإهداء الجزائر ست ميداليات ذهبية، لم يكن من المتوقع أن تحصل عليها الجزائر دفعة واحدة. فبعد التألق الكبير لملاكمينا الخمسة الذين وصلوا إلى النهائيات وفازوا كلهم بالذهب، أضافت العدّاءة كنزة دحماني في اختصاص 10 آلاف متر، السادسة مع احتساب الميداليات البرونزية العشرة التي تُوج بها مختلف رياضيّينا. وقد راهنت اللجنة الأولمبية الجزائرية والاتحاديات الرياضية ووزارة الشباب والرياضة، على عنصر الشباب في هذه المشاركة، وإن كانت بعض النتائج مخيّبة فيما يخص بعض الرياضات فإن مشاركة هؤلاء الشبان في منافسة دولية مثل التي تجري في مرسين التركية، ستكون مفيدة جدا للتحضير للألعاب الأولمبية التي ستقام في 2016. وقد سبق لرئيس اللجنة الأولمبية مصطفى براف، أن صرح في إحدى الندوات الصحفية التي عقدها قبل الانتقال إلى تركيا، بأن وزير الشباب والرياضة هو من فرض تحقيق نتائج كبيرة، مشيرا إلى أن العديد من الاتحاديات لم تكن مستعدة لهذه المنافسة بنسبة كبيرة، وهذا بسبب تجديدها وشروعها في العمل مؤخرا فقط، وبالتالي فإن الاحتكاك بالرياضيين العالميين سيكون مفيدا بالنسبة للعناصر الوطنية، لكي يكتسبوا التجربة للتحضير للألعاب القادمة، غير أن إرادة الرياضيين الجزائريين والعمل الكبير الذي قامت به بعض الاتحاديات جاءا بثمارهما وأهديا الجزائر ست ذهبيات في يوم واحد.حصول الفريق الوطني للملاكمة على 5 ميداليات ذهبية مؤشر إيجابي على العودة القوية للفن النبيل الجزائري، وهذا ما يستدعي الاهتمام أكثر بشبان الفريق الوطني في هذه الرياضة، الذين رفعوا راية الجزائر خمس مرات في تركيا، فقد أكدت اتحادية الملاكمة أنها أدت عملا كبيرا رغم الإمكانات القليلة، حيث سيطرت على الميداليات الذهبية التي حصدتها الجزائر في مشاركتها في مرسين، كما عاد رياضيو ألعاب القوى بقوة، إذ منحت العدّاءة دحماني ذهبيةً أخرى للجزائر، يضاف إلى هذا تألق الرياضيين الذين يمثلون الجزائر في رفع الأثقال والجيدو والمصارعة. ومن أجل عودة الجزائر إلى مكانتها ومحو فضيحة بيسكارا، فقد تضافرت الجهود بين الوزارة والاتحاديات الرياضية واللجنة الأولمبية الجزائرية، التي عملت سويا حتى تعود الجزائر إلى تحقيق نتائج إيجابية. وقد بدأت ثمار هذا التعاون تظهر، فهذه البداية فقط حتى وإن لم تكن النتائج كبيرة جدا، في انتظار بلوغ الهدف المسطَّر، وهو الألعاب الأولمبية القادمة، التي يراهن عليها كل الفاعلين في الساحة الرياضية الجزائرية.