كشفت الإحصاءات المقدمة من طرف مختصين نفسانيين بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، على هامش اليوم العالمي للإدمان على المخدرات الذي احتضنه المركز الثقافي محمد اليزيد ببلدية الخروب بقسنطينة، أن 80 بالمائة من المدمنين الذين يقصدون وحدة المساعدة النفسية بالمستشفى الجامعي من فئة المراهقين، علما أن هذه الأخيرة تستقبل كل شهر 10 حالات، وتتراوح أعمار قاصديها مابين 13 و50 سنة، ويتضاعف العدد خلال فصل الصيف. كما كشف السيد فريد لعجوز رئيس مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بنفس البلدية، أن أزيد من 110 حالة إدمان على المخدرات سجلت بمؤسسة مكافحة الإدمان، جلها لأشخاص لا تتعدى أعمارهم 40 عاما، مرجعا سبب تزايد عدد الحالات المستقبلة بالمركز إلى انتشار هذه الظاهرة والظروف الاجتماعية، إلى جانب انتشار أنواع كثيرة من المخدرات وسهولة تنقلها بين الأشخاص. المتحدث شدد على ضرورة التوعية بمخاطر هذه السموم بداية من المدرسة الابتدائية، قصد محاربتها من جذورها، باعتبار أن جل الحالات المستقبلة كانت من المدارس، زيادة على توعية الشباب بمخاطر الشارع الذي يعرف انتشارا واسعا للآفات الاجتماعية، من جهته الدكتور حليمي رشيد، طبيب بمصلحة محاربة الإدمان، دعا إلى ضرورة التوعية بمخاطر هذه السموم بداية من المدرسة الابتدائية، مشيرا إلى أن الشباب أكثر الفئات عرضة لهذا الخطر، كما أن عملية العلاج تكون بمشاركة أطباء ومختصين اجتماعيين ونفسانيين لمعاينتهم، علاجهم ومتابعتهم فيما بعد، وعلاج الإدمان طويل المدى لأنه مرض مزمن. كما طالب المشاركون بضرورة تكاتف الجهود ومحاربة تجارالمخدرات، زيادة على ضرورة تحمل الجهات المعنية لمسؤولية من خلال خلق المرافق الضرورية وتقديم عروض بديلة للشباب، خاصة الفئة التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية، وهي المرافق التي ستسمح لهم بالتخلص من مشاكلهم وعدم اللجوء إلى مثل هذه السموم. من جهتها مصالح الأمن الولائي فتحت خلية إصغاء خصيصا لاستقبال المدمنين، تتواجد بحي زيغود يوسف، حيث أكد الملازم الأول المكلف بالإعلام محمد زمولي٫، على أنها لم تستقبل سوى حالة واحدة منذ انطلاقها، رغم توفّرها على كل الإمكانيات اللازمة للتكفل بالمدمنين، حتى وإن اقتضى الأمر نقلهم إلى مراكز أكثر خبرة في هذا المجال والمتواجدة بمختلف أنحاء الوطن، وأضاف بأن عزوف المدمنين عن الاقتراب من مصلحتهم يعود إلى غياب الوعي عندهم، وهو الأمر الذي جعلهم يخططون مستقبلا للنزول إلى الأحياء الشعبية التي تعرف انتشارا واسعا لهذه الظاهرة، لحث الشباب المدمن على التقرب من الخلية قصد العلاج.للإشارة، كشفت مصالح الأمن عن ارتفاع كمية المخدرات المحجوزة، حيث تم حجز أزيد من 19 كلغ من الكيف و12 ألف قرص مهلوس منذ بداية السنة، مع تفكيك شبكة مختصة في التجارة بهذه السموم بحي ”بكيرة”.