بحث الإنسان منذ أقدم العصور عن المتعة والاستثارة والارتياح وكذلك عن التخلص من الألم، وفي بحثه هذا وجد بعض المشروبات والنباتات والعقاقير تنقله إلى نوع من البهجة والاسترخاء وتقلل من التوتر في جهازه العصبي لفترة محددة من الوقت. وكانت هذه اللذة الآنية، وعدم التحسّس بالألم العابر منزلقاً للبعض دفعهم باتجاه الانغماس، أو الاستمرار على تناول المخدرات. الإدمان على تناول المخدّرات ظاهرة انتشرت على مر الزمن والعصور، وفي العديد من المجتمعات البشرية على اختلاف أنظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حتى أصبحت مشكلة ذات تأثيرات بأوجه متعددة لم تقتصر المباشرة منها وغير المباشرة في وقتنا الراهن على المدمن فحسب، بل وعلى مجتمعه ككل، حيث وفي لحظة غياب العقل أو في لحظة الحاجة الماسة للمادة المخدرة قد يقوم بأفعال أخرى وجرائم أخطر كالاعتداء والسرقة والاغتصاب والقتل. المدمنون يلجؤون للسّرقة والاعتداءات لشرائها المهلوسات تنسج خيوطها في قلب العاصمة و"الحمراء" ب5000 دج كشفت رئيسة جمعية أجيالنا حميدة زايدة عن تسجيل 15 حالة إدمان المخدّرات ،أبدت رغبة في العلاج والتكفل النفسي، خلال آخر قافلة نظمت من طرف الجمعية ذاتها وأضافت أنّ الظاهرة تطوّرت بشكل رهيب مقارنة بالسنوات الأخيرة، خصوصا وسط العاصمة وبالذات في حي القصبة، بالنظر إلى مسالكها وكثرة مخابئها. حيث أكّد أحد الشباب وهو مدمن أنّ "مشط" من أقراص الحمراء 5000 دج، ما جعل العديد منهم خصوصا البطالون يلجؤون إلى السّرقة والتعدي على الغير من أجل الحصول على المال لشرائها. قالت رئيسة جمعية أجيال أنّ القوافل الإعلامية والتحسيسية المنظمة، لقيت نجاحا وحققت نتائج لم تكن تتوقعها، خصوصا من قبل المدمنين أنفسهم، إذ تقدمت إليهم حالات عديدة من الجنسين خصوصا المراهقين منهم، بحكم أنّهم الفئة الأكثر تعرّضا لمثل هذه الآفة، نظرا لعديد الأسباب الاقتصادية منها والعائلية، حبّ التقليد، والرفقة السيّئة. وقد سجّل الفريق المؤطر بالقوافل حالات عديدة لشباب مدمن من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 14 و26 سنة، هؤلاء الشباب الذين أبدوا موافقة أولية على العلاج النفسي من أجل التوقف عن تعاطي المخدّرات "الأقراص والسجائر على وجه الخصوص" وذلك من خلال حصص الإصغاء الجماعي التي تنطلق فيها الجمعية مباشرة بعد انتهاء كلّ قافلة. وتتضمن غالبا التظاهرات جناحا خاصا بالاستشارة النفسية يؤطره المختصون النفسانيون، يأخذ بعين الاعتبار حالات الإدمان التي هي بحاجة لتكفل ومتابعة نفسية، إضافة إلى التوعية من مخاطر الإدمان وأضرار المخدّرات وانعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع من خلال المعرض المقام والوثائق الإعلامية الموزعة وكذا الأشرطة والروبورتاجات المعروضة والمداخلات والنقاشات المثارة، وكان هدف القافلة أساسا إلى تحسيس وتوعية الشباب بخطورة المخدرات والإدمان والوقاية منها، كما اعتبرت فرصة من أجل المساهمة في تفعيل دور المجتمع المدني للحد من انتشار آفة المخدرات، وتسليط الضوء على الشباب والمراهقين باعتبارهما الشريحة الأكثر عرضة لمختلف الانحرافات، وإعطائهم الفرصة من خلال فتح فضاء للحوار والنقاش للتحدّث عن منبع الآفة ودوافعها.