تعد جمعية "أجيالنا" واحدة من الجمعيات الجزائرية الشابة الفتية، الناشطة في مجال التوعية والتحسيس، بخطورة مختلف الظواهر الاجتماعية التي تمس الشباب، والمهتمة كذلك بتنشيط الفعاليات التربوية، الثقافية، والترفيهية، الموجهة للأطفال، المراهقين، والشباب، بالاعتماد على فريق عمل، أغلبهم مؤطرون في قطاع الشباب والرياضة. عملت الجمعية منذ تأسيسها الفعلي في 2001، برئاسة حميدة زايدة،المستشارة في مديرية الشباب والرياضة، والمتخرجة من كلية العلوم السياسية، على تسطير برامج عمل، ومشاريع سنوية، وفق ما ينص عليه قانون الجمعيات، بحيث تخصص لكل فئة مجموعة أنشطة خاصة، ومنوعة بين نشاطات موجهة لفئة الشباب، نشاطات للمراهقين، ونشاطات موجهة للأطفال، بحيث تصب مجمل هذه النشاطات في إطار الأهداف العامة، التي تسعى الجمعية لتحقيقها، وفي مقدمتها توعية وتحسيس المواطنين، بمختلف الظواهر الاجتماعية، التي تنخر جسد مجتمعنا، وتعصف بمستقبل شبابنا، من عنف، مخدرات، سيدا.. وغيرها، بالإضافة إلى العمل على ترقية السياحة التربوية، والترفيه عن الأطفال، من خلال تنظيم نشاطات تثقيفية، تربوية، وترفيهية، خاصة خلال العطل المدرسية، وكذا تشجيع وتنمية روح المواطنة لدى الأجيال الناشئة. الحملة التحسيسية ضد المخدرات أول لمسة للجمعية في الميدان وتعرف مواطنو العاصمة على جمعية "أجيالنا"، التي تنشط على المستوى الولائي من خلال النشاطات الخاصة بمحاربة الظواهر الاجتماعية، المنظمة من طرف الجمعية، أو بالتعاون مع مديرية الأمن الوطني، كما تم بالنسبة للحملة التحسيسية ضد المخدرات، والتي كانت أول المشاريع التي عملت عليها الجمعية خلال السنة الأولى من عمرها، حيث نظمت قافلة تحسيسية، شملت أغلب بلديات العاصمة، خلال مدة تقارب الشهر. أما بالنسبة للنشاطات الموجهة للأطفال فتخصص الجمعية لهه في العطل المدرسية، خرجات لأماكن التسلية والترفيه بالعاصمة، خاصة منهم الأطفال الذين يقطنون بضواحي العاصمة في مناطق تفتقر للمرافق الثقافية، ومرافق التسلية والترفيه. كما تحرص الجمعية على إحياء الأيام والأعياد الوطنية، ففي 18 فيفري الماضي نظمت أسبوع الشهيد بالتعاون مع المركز الثقافي، ومن المقرر أن تحيي ذكرى 19 مارس بتكريم المجاهد الطاهر حسين، عضو الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، ودأبت الجمعية على القيام بحملة تحسيسية حول حقوق الطفل، خلال شهر نوفمبر من كل سنة، وأيام تحسيسية أخرى حول العنف ضد المرأة في شهر مارس. بالإضافة إلى هذا عملت الجمعية على إطلاق "نادي الصحفي الصغير"، الذي تم إطلاقه في ذكرى يوم الشهيد، على مستوى المركز الثقافي لبئر توتة، والذي يهتم بالأطفال الموهوبين في مجال الكتابة، والمولعين بعالم الصحافة، قصد مساعدتهم على تنمية ملكاتهم، في انتظار فتح مجلة خاصة بنشر أعمالهم، والتي من المحتمل أن تكون مشروع الجمعية لهذه السنة. وفي الإطار ذاته لا تفوت جمعية "أجيالنا"الدعوات التي توجه إليها، للمشاركة في نشاطات الجهات التي تعد ضمن شركائها، مثل مديرية الشباب والرياضة، المديرية العامة للأمن الوطني، البلديات، ومراكز التكوين المهني. رئيسة الجمعية: " نحتاج مراكز متخصصة لعلاج المدمنين" وفي الحديث الذي جمعنا برئيسة الجمعية حميدة زايدة، تحدثت هذه الأخيرة عن المشروع الأول للجمعية والمتمثل في حملة مكافحة المخدرات، حيث أوضحت أن الجمعية وبحكم أنها تضم مختصين نفسانيين، ارتأت مساعدة هذه الفئة من المجتمع، من خلال استقبال المدمنين، والعمل على مساعدتهم، لتخطي هذا المشكل، إضافة إلى القافلة التحسيسية التي جابت كافة بلديات العاصمة، للتوعية بأضرار، ومخاطر الآفة، وكذا إعلام المواطنين بطرق التعامل والتكفل بمدمن المخدرات. وفي هذا السياق تقول زايدة "قبل القافلة كنا على علم بوجود الظاهرة في المجتمع الجزائري، لأنه واقع لا مفر منه، لكن بعد القافلة، أصبحت لدينا نظرة أخرى، حيث اصطدمنا بواقع مرير أكد لنا أن المخدرات –وللأسف- معششة في مجتمعنا، وهي تشمل كل الشرائح والفئات ودون استثناء، فهي تشمل الكبار، الشباب، الأطفال، النساء، والفتيات، كما أن الظاهرة متفشية في الأحياء الشعبية، والأحياء الراقية على حد سواء"، وتضيف المتحدثة أن هذا الواقع جعل القائمين على الجمعية يدركون مدى خطورة الوضع، مؤكدة أن التوعية والتحسيس من جانب، أو طرف واحد غير كاف على الإطلاق، كما أن المختصين النفسيين الموجودين على مستوى الجمعية، أو غيرها ليس بإمكانهم تقديم المساعدة للمدمنين، خاصة بالنسبة للحالات المتقدمة، مشددة على ضرورة توفير المراكز المتخصصة في علاج المدمنين، خاصة وأن هذه الأخيرة قليلة جدا في الجزائر، كما أوضحت رئيسة الجمعية أنه وخلال الحملة التحسيسية، التقت بالكثير من الأسر المدمنين الذين يريدون مساعدة أبنائهم، لكنهم لا يعرفون كيف، بالإضافة إلى مدمنين يدركون ويعترفون بأن ما يفعلونه خاطئ، لكنهم أيضا لا يعرفون كيفية الخروج من هذه الدوامة، والعودة إلى الحياة العادية. زايدة: "مراهقات وتلاميذ ابتدائي في عداد المدمنين.. " وعن حالات الإدمان التي تعاملت الجمعية معها، تقول زايدة "أتاحت لنا الحملة التحسيسية الالتقاء بحالات كثيرة من المدمنين، صدمتنا في بعض الأحيان، ورسخت في ذهننا، كما أنها أكدت لنا مدى تفشي الظاهرة في مجتمعنا، حيث وجدنا طفل مدمن على المخدرات وهو في السنة الخامسة ابتدائي، وفتاة في 13 من عمرها تدمن على المخدرات التي تسرقها من أخيها، بسبب مرورها بتجربة عاطفية فاشلة، قبل أن تنتقل إلى السرقة من أجل الحصول على المخدرات، كما التقينا بحالة أخرى لفتاة في سن 18 سنة، تدمن المخدرات مند أربع سنوات، دون علم أسرتها، وذلك بسبب أصدقاء السوء الذين جروها للوقوع في هذه الآفة، بالإضافة إلى حالات وقت في المشكل نتيجة خدعة من الآخرين". وقد دعت المتحدثة في هذا السياق إلى ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حلول، لأن المخدرات من الآفات التي تجر المدمن إلى ما هو أسوء، مؤكدة أن أغلب الحالات تبدأ بتناول هذه السموم، قبل أن تتطور إلى عمليات سرقة من أجل توفيرها، ومن تم عمليات قتل وإجرام، أو دعارة، كما لم تستبعد أن تكون المخدرات وراء موجة العنف والاختطاف التي يعيش المجتمع يوميا على فواجعها. "نطالب بفتح الأبواب أمام الجمعيات النشطة" وعلى صعيد آخر توقفت حميدة زايدة، في ذات الحديث عند أهم العقبات التي تقف عائقا أمام النشاط الجمعوي، خاصة من طرف بعض البلديات التي لا تبدي أي تعاون مع الجمعيات، حيث يفضلون في بعض الأحيان الاحتفاظ بالقاعات مغلقة، على فتحها أمام نشاطات الجمعيات، معتبرة أن هذهالأخيرة تعرف هي الأخرى تباينا بين جمعيات نشطة، تعمل وفق الأطر القانونية، وهي قليلة، وأخرى تتسم بالمناسباتية، وتسجل عليها العديد من الخروقات لقانون الجمعيات، داعية في الوقت ذاته كل الجهات المعنية، لفتح الأبواب أمام الجمعيات النشطة.