تتواصل سهرات الطبعة الخامسة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء عائلية يطبعها التنظيم المحكم، وميّز السهرة الثالثة الحضور المكثّف لجمهور غصّت به مدرجات ركح المسرح الروماني الذي عاش لحظات الفرح والانسجام في حوار الثقافات بلغة الموسيقى، كما تفاعل مع أنغام الصالصا التي أبدعت في تقديمها فرقتي ”ديسموند فوستر” من جمايكا و"ستارز” الكوبية. فرقة ”ستارز” الكوبية استطاعت أن تستدرج الشباب ولو في لغة الموسيقى والحركات المعبّرة التي ترمز للحب والسلام، حيث تجاوب معها في وصلات غنائية منوعة على غرار أنغام ”تشا تشا تشا”، و«المومبا”، وتميّزت فقرة الفرقة بالتنوّع، إذ مزجت بين الاستعراض والغناء في لوحات راقصة عكست التراث الكوبي. هذا التنوّع الفني الذي خلق الانسجام وصنع تمازجا فنيا محضا، جعل الجمهور يتذوّق مختلف الألحان والحركات التي ميّزت الفرق الثلاث ومنها فرقة ”بابا دي” بعدما اعتلت المنصة الفرقة القادمة من طوباغو التي قدمت أجمل وآخر أعمالها الفنية. من جهته، وحّد ”ديسموند فوستر” الرؤى بلغة عالمية بفقرات جميلة جداً، تؤكّد قوة الإرادة التي تقهر الظروف الصعبة مهما كانت، كما تشير إلى التدريب المكثف الذي تقوم به الفرقة لتطوير مستوى عروضها بشكل مستمر بعدما قدّم من جاميكا مختلف الأغاني المميزة، واستحضرت أشهر ما قدّم بوب مارلي. وقد تميّزت العروض بمستوى فني عال يعكس تجربة الفرق التي تعاقبت على ركح المسرح الروماني الجديد، حيث تبحث في التراث وتواكب التظاهرات الفنية التي تعكس البعد الحضاري وتقرّب بين الحضارات، وتملك -حسب ديسموند فوستر- فرقته حسا فنيا كبيرا يخلق التمازج والتوافق لتعزيز التعاون الثقافي الذي يعتبره فرصة لنقل ثقافة وحضارات الأمم، وذلك بعدما أبرز خصوصيات المهرجانات العالمية في تأصيل كل ما هو تراث فني ومادي يعكس أهمية مثل هذه المهرجانات، إذ صنّف مهرجان تيمقاد لؤلؤة الأوراس في خانة المهرجانات الكبيرة.