اتفقت جميع الوفود المشاركة، في الدورة المغاربية في رياضة المصارعة المشتركة، على أهمية هذا الموعد الرياضي، الذي أعاد الحيوية لهذه المنافسة المغاربية بعد تجميد طويل والذي يعود إلى سنة 1992، والفضل في ذلك يعود إلى الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة، وأحد الأسماء التي خرجت من رحم هذه اللعبة في الجزائر، السيد شباح رابح، الذي قص شريط عهدته الجديدة بلم شمل المصارعين المغاربيين في دورة مغاربية، في انتظار انتقالها إلى بطولة رسمية مغاربية، كما تمنى بن كريم نبيل مدرب المنتخب الوطني التونسي (اختصاص مصارعة إغريقية- رومانية)، محاولة إعطائها رؤية موحدة فيما يخص تبادل الخبرات، وإقامة التربصات بالتناوب، مع ضرورة اجتهاد كل بلد مغاربي في هذا الاتجاه، ورص جهود كل الفاعلين المغاربيين في عالم رياضة المصارعة المشتركة لمصلحة هذه اللعبة أولا وأخيرا، كما صرح بذلك ل«المساء” السيد فؤاد مسكوت، رئيس الكونفيدرالية الإفريقية والجامعة الملكية للمصارعة المشتركة، وضرب مثالا بالقرارالذي خرج به مسؤولو الاتحادات المغاربية للعبة في اجتماعهم المنعقد على هامش هذه الدورة المغاربية بمقر إقامتهم برأس فلكون(عين الترك)، والذي يدعو إلى العمل سويا مع باقي الاتحادات الأخرى في العالم، من أجل الوقوف سدا منيعا أمام محاولات حذف رياضة المصارعة المشتركة من قاموس منافسات الألعاب الأولمبية القادمة. ووفق ذلك، لن يهم المستوى الفني، الذي ستخرج به هذه الدورة المغاربية عند المسؤولين والتقنيين، بقدر اهتمامهم بتوحيد الرؤية المستقبلية للمصارعة المشتركة المغاربية، وجعل هذا الالتئام الرياضي المغاربي محطة تحضيرية للمواعيد الرياضية الدولية، التي تنتظر منتخباتهم جميعا، وهي نفسها عندهم بداية بالبطولة العربية شهر سبتمبرالقادم بلبنان، والبطولة الإفريقية بمصر شهر مارس من السنة القادمة(2014)، وعلى هامش التأهيليات للألعاب الأولمبية للشباب ببكين ( 2014)، ولذلك إرتأوا تقوية سواعد مصارعيهم الأشبال، بإقامة تربص مشترك بمركز تحضير الفرق الوطنية بمدينة الشلف في الفترة الممتدة من 24 جوان وإلى غاية ال4 جويلية الجاري، وقد أجمع مدربو المنتخبات المغاربية على نجاح هذا التربص والفائدة الكبرى التي تمخض عنها من حيث الاحتكاك وتصحيح الأخطاء، ورفع المستوى التقني للمصارعين الشباب. ووفاء لاستراتيجيتها بمنحها الفرصة للمصارعين الشباب ومتابعة الموهوبين منهم، عمدت المديرية الفنية الوطنية الجزائرية إلى المناداة على عدد كبير منهم، ووزعتهم على المنتخب الوطني ”أ” و«ب” ومنتخب وهران، حتى تحفزهم على العمل أكثر، بحسب السيد بن تواتي زهير، مدير المواهب الشابة على مستوى الاتحادية الجزائرية للمصارعة المشتركة، الذي كشف أيضا بأن مدينة وهران باحتضانها لهذه الدورة المغاربية هي تحت الاختبار على مدى قدرتها لاحتضان مواعيد دولية، ولم يستبعد تسجيل اسمها لاستضافة بطولات إفريقية وعربية مستقبلا إن نجحت فيه، أما فنيا فأكد على توجه المديرية الفنية في تشكيل منتخب وطني للأشبال (ذكور وإناث) قوي، حتى يكون في مستوى الرهانات القادمة، وفي مقدمتها تأهليات الألعاب الأولمبية للشباب ببكين 2014، التي تطمح الهيئة التقنية الوطنية لانتزاع أكبر عدد من بطاقات التواجد فيها، هذا على المدى القريب، أما المرمى البعيد المتوخى، فهي الألعاب الأولمبية 2016. نشير في الأخير، إلى أن هذه الدورة المغاربية التي تحتضنها قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس بوهران، تجري تحت الرعاية السامية لوزيرالشباب والرياضة، وبتنظيم من الاتحادية الجزائرية والرابطة الوهرانية للمصارعة المشتركة وكذا مديرية الشباب والرياضة، وشارك فيها 126 مصارعا ( 46 في اختصاص المصارعة الإغريقية-الرومانية، و44 في اختصاص المصارعة الحرة، و36 في المصارعة النسوية ) مثلوا منتخبات الجزائر”أ” و«ب”، المغرب، تونس ومنتخب وهران.