لافروف ينتقد الخيارات العسكرية الأمريكية تجاه الوضع في سوريا انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس، الخيارات العسكرية التي وضعها البنتاغون الأمريكي للتعامل مع الوضع في سوريا، واعتبر أنها تخالف المساعي الرامية لاحتواء الأزمة الدامية في هذا البلد بالطرق السلمية. وقال لافروف، إن خطط الولاياتالمتحدة بتسليح المعارضة السورية تتعارض مع روح المبادرة الروسية الأمريكية المشتركة الخاصة بعقد مؤتمر “جنيف 2” من دون شروط مسبقة. وأضاف، أن الحكومة السورية وافقت على هذه المبادرة خلافا للمعارضة التي رفضت المشاركة في المؤتمر الذي تريد موسكو أن تجعله بمثابة طوق نجاة لسوريا، بعد فشل كل المساعي طيلة الفترة الماضية في إنهاء أزمتها. وعلى خلاف الدول الغربية المتحمسة لمسألة تسليح المعارضة، ترفض موسكو كل حديث عن هذه الفكرة، بمبرر أن ذلك سيزيد في تعفين مستنقع سوري تجاوز كل الخطوط الحمراء. من جهة أخرى، ولدى إثارته لقضية السلاح الكيماوي في سوريا، جدد الوزير الروسي التأكيد بأن بلاده مهتمة بالتحقيق في كل حادث مرتبط باستخدام هذا السلاح المحظور دوليا. وقال إن كل المعلومات التي قدمتها الدول الغربية حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا “غير محددة وملموسة، وتشير إلى العثور على كميات ضئيلة جدا من المواد السامة”. ودعا إلى “التحقيق في المسألة “من دون تسييس القضية ومن دون محاولات تدخل خارجي في الأزمة السورية”. وتزامنت دعوة لافروف مع وصول خبيرين أمميين إلى دمشق، مكلفين بالتحقيق في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في الحرب الدائرة رحاها في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات وتجاوزت حصيلة ضحاياها عتبة 100 ألف قتيل. وسيجري كل من اكي سيليستروم، رئيس لجنة الأممالمتحدة للأسلحة الكيماوية وانجيلا كاين المسؤولة السامية لشؤون نزع الأسلحة في الأممالمتحدة، محادثات مع السلطات السورية بخصوص تنقلاتهما عبر أنحاء البلاد، للتحقق من مدى مصداقية المعلومات التي تحدثت عن استخدام غاز السارين القاتل من قبل طرفي النزاع السوري. وكان بشار الجعفري، السفير السوري في الأممالمتحدة، أعلن بداية الشهر الجاري أنّ حكومة بلاده وجهت دعوة لمسؤولين كبيرين في الأممالمتحدة من أجل زيارة دمشق لمناقشة هذه القضية. وهي الدعوة التي رحب بها الأمين العام الأممي بان كي مون، وأعرب عن أمله في أن تمنح دمشق البعثة حق الوصول للمواقع لإجراء تحقيق شامل. وأعلنت الأممالمتحدة في 11 جويلية الجاري، أن الخبيرين الأممين قد قبل دعوة الحكومة السورية بالتوجه إلى دمشق لإجراء محادثات، من أجل تحديد آليات التعاون بين الجانبين بخصوص احتمال إيفاد بعثة التحقيق. وكان الطرفان المتصارعان في سوريا قد تبادلا الاتهامات بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية وخاصة غاز السارين القاتل. لكن بعد استخدام قذيفة تحتوي على مواد كيماوية في ضواحي حلب في 19 مارس الماضي، تم تشكيل اللجنة الدولية للتحقيق بطلب من الحكومة السورية. غير أن الدول الغربية طالبت بدخول اللجنة إلى باقي الأراضي السورية، مما جعل دمشق تعتبر ذلك محاولة تكرار “السيناريو العراقي” عندما استخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية كذبة امتلاك النظام العراقي السابق لأسلحة الدمار لتبرير غزوها للعراق.