أعربت روسيا أمس عن التزامها بتزويد سوريا بالأسلحة بناءا على العقود الموقعة بين البلدين سابقا، وذكر موقع وزارة الخارجية الروسية اليوم عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تحاول أبدا إخفاء توريدها سلاحا لسوريا حسب العقود الموقعة سابقا. وأوضح المصدر، أن لافروف أشار من خلال حديث أدلى به لمجلة »السياسة الخارجية« البريطانية إلى أن هذه العقود تتعلق في الغالب بتزويد الحكومة السورية بمضادات جوية مضيفا أنه من الواضح تماما أن سوريا تحتاج إلى وسائل دفاعية لأن التهديدات ليست افتراضية لكنها واقعية تماما. وشدد لافروف على أن أية دولة تتمتع بالحق في امتلاك وسائل دفاعية غير محظورة بأية معاهدة دولية ولذلك فإن موسكو لا تخالف أية معاهدة، مؤكدا على أن الأمر الأهم هو التركيز أكثر على الطرف الآخر للمأساة لأنه يجري تسليح المعارضة بأسلحة هجومية بما في ذلك الأنظمة الصاروخية المحمولة التي تعتبر سلاحا خطرا جدا، وأضاف في ذات السياق أنه يجب أخذ هذه المعلومات بعين الاعتبار خاصة على خلفية تصريحات زعماء الجيش السوري الحر بأن الطائرات بما في ذلك الطائرات المدنية والمطارات بما فيها المدنية ستكون أهدافا مشروعة، معتبرا أن ذلك يعد أمرا خطيرا جدا. من جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين من البيت الأبيض الأمريكي، قولهم إن الرئيس باراك أوباما يستعد لإرسال أسلحة قاتلة للمعارضة السورية، وأكّدت صحيفة »واشنطن بوست« عن استنادا إلى ذات المسؤولين، أن الإدارة في واشنطن تستعدّ لشحن السلاح، مشيرة في هذا الصدد إلى أن مفاوضات سياسية لا تزال جارية بخصوص الموضوع. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أشار يوم الثلاثاء إلى أنه لن يتعجل بالرد سريعا على ما يبدو من استخدام سوريا لأسلحة كيماوية متخذا نهجا حذرا تجاه الصراع في سوريا يعكس وجهات نظر المواطنين الأمريكيين ومعظم أعضاء الكونغرس وبعض حلفاء الولاياتالمتحدة. ولم يستبعد أوباما اتخاذ إجراء عسكري أو غير ذلك ضد حكومة الأسد، لكنه أكد مرارا على أنه لن يسمح بأي ضغوط عليه لاتخاذ قرار متعجل بالتدخل بدرجة أعمق في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا. إلى ذلك، قال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام خلال زيارته العاصمة الإيرانيةطهران، إن الولاياتالمتحدة تتخذ ملف الأسلحة الكيماوية ذريعة لشن حرب جديدة، فيما يعد تكرارا للسيناريو العراقي، بينما أكّد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني في مؤتمر مشترك مع اللحام، أن إيران تقف مع الحل الذي يختاره الشعب السوري وأن صناديق الاقتراع هي الحل. واتهم مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، من وصفها ب»الجماعات الإرهابية المسلحة«، بنشر مسحوق من أكياس بلاستيكية وصفها بأنها ربما تكون نوعا من المواد الكيماوية بين حشود في مدينة سراقب بشمال البلاد الاثنين. وقال الجعفري في مؤتمر صحفي بالأممالمتحدة في نيويورك إن الكثير من الناس تأثروا بهذا العمل البشع غير المسؤول وظهرت على الجرحى والضحايا علامات مماثلة لتلك التي تظهر خلال استخدام الأسلحة الكيماوية، كما دعت سوريا الأممالمتحدة أول أمس الثلاثاء إلى إرسال علماء للتحقيق في زعمها أن قوات المعارضة شنت هجوما كيماويا في حلب لكنها قالت إنها لا تثق في اتهامات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرهما بأن هذه الأسلحة استخدمت في أماكن أخرى في البلاد. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الائتلاف السوري المعارض الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها وإيقاف جميع العمليات العسكرية التي تنفذها قوات من حزب الله في المناطق الحدودية بحسبها. وأفادت تقارير إعلامية أمس، أنه ورد في بيان للائتلاف رد على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ينتقد سياسة لبنان وغض الطرف عمّا وصفه بالتحركات التعسفية لحزب الله، وجاء في البيان أن السوريين واللّبنانيين لم يسمعوا إلا تهديدات تعودوها من نظام الأسد، وتحذيرات باحتراق المنطقة وذرائع تدعي حماية اللبنانيين في حمص وحماية المقامات الدينية في دمشق، وكان حسن نصر الله قد اتهم المعارضة المسلحة في سورية بالارتباط باستخبارات دول أجنبية، وألمح في كلمته المتلفزة إلى وجود مقاتلين من حزبه في القرى التي يقطنها لبنانيون بريف القصير، مؤكّدا أن المعارضة لن تستطيع حسم المواجهة العسكرية مع الجيش السوري النظامي نظرا للدعم الذي تتلقاه دمشق من حلفائها. ميدانيا، قصفت مدفعيات النظام السوري بلدة خان الشيح بالغوطة الغربية في ريف دمشق بينما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على حاجز بلدة الديرخبية، وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مقاتلات النظام أغارت على كل من داريا والمعضمية ودوما وزملكا في ريف دمشق وقصفتها بالصواريخ والقنابل الفراغية، بينما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما تحدثت شبكة شام عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في حصيلة أولية لضحايا القصف من طيران جيش النظام على بلدة حزة بريف دمشق.