لأن الطبخ فن تتهافت ربات البيوت على إتقانه بهدف إرضاء الأذواق والاستمتاع بالنعم التي خلقها الله للبشر لتقوية أجسادهم وحمايتهم من الأمراض، فإن تقديم أطباق صحية خفيفة أصبح مطلب كل سيدة، من جهته، السيد مالك حداد صاحب دار العالمية للنشر، طرح تزامنا مع الشهر الفضيل، 34 كتابا في سلسلة “بنينة” في مختلف الأنواع لتحقيق هذا الغرض، خاصة أنه يؤمن بأن الطبخ أصبح فنا عالميا لديه مقاييس يجب احترامها. يفتتح السيد حداد حديثه إلينا حول السلسلة الجديدة التي طرحتها “بنينة” في مختلف أنواع الطبخ، بقوله: “قبل أن نباشر العمل بحوالي سنة تساءلنا ماذا يمكننا أن نقدّم للمرأة الجزائرية وعائلتها أمام الزحف الكبير الذي تعرفه مختلف الفضائيات حيال تقديم الكيفيات؛ حيث تعمل كل جهة على إبراز فنون الطبخ بها، كما قمنا بدراسة السوق، وعملنا على ضمان الأساسيات في كتبنا، خاصة أن الجزائر معروفة بمطبخها الأنيق، والدليل أن العديد من الأطباق الجزائرية تسحر السياح، كما أن الكثير منها زينة الأفراح والمناسبات السعيدة، ولأن لشهر رمضان خصوصيات كثيرة أهمها اجتماع العائلة حول الطاولة في لمة قد لا تتكرر حتى السنة المقبلة، أو إظهار العروس الجديدة مهاراتها في الطبخ، أو إكرام الضيوف وأهل البيت أيضا؛ حيث تجد المرأة نفسها مسؤولة عن خدمتهم بعد يوم طويل من الصيام، ولأن للديكور وقعه الخاص على النفوس في فتح الشهية فإننا عمدنا إلى تقديم وصفات وأطباق تحترم المقاييس الجمالية والصحية، علاوة على ضمان البنّة التي تُعتبر أساسية وضمانا وحيدا لمواصلة الأكل، ومنه تحقيق التوازن الصحي والاقتصادي من خلال عدم رمي الطعام”. كتب الطبخ، وطهي الحلوى، وتحضير العصائر التي تثير الشهية فور النظر إليها، كانت موضوع دراسة وبحث عميقين يقول السيد حداد من كل الجهات، حيث اجتهد الفريق؛ من طباخين وفنيين في تحقيق المعادلة الصعبة بين القدرة الشرائية للفرد وضمان المتعة عند الذوق، علاوة على الاعتماد على كل ما هو طبيعي في تحضيرها، يقول محدثتا: “عملنا على إصدار كوكتال مميز من السلطات، الأطباق الرئيسة، المشويات، المقليات، الغراتان، طريقة إعداد مختلف أنواع السمك والسردين بالصلصة أو “الكويرات”، علاوة على مختلف الكيفيات الخاصة بتحضير اللحوم البيضاء والحمراء، و ما يُطهى في الفرن، كما عرّجنا على الطبخ العاصمي لما له من ميزات، والطبخ القبائلي بغرض المحافظة على هذا الإرث؛ حيث عمدنا إلى تقديم مختلف الأطباق التي تتفنن الجدات في إعدادها، وفيما يخص العجائن والخبز قمنا بتقديم كتاب يضم كل ما يُصنع بالدقيق على غرار” المعارك”، “المسمن”، “البراج”، “خبز الرخسيس” و«الفطير”، فالكثير من الفتيات يجهلن طرق تحضير هذه العجائن التي يحبها الجزائري ويطلبها في الكثير من المناسبات، كما فكرنا في محبي المملحات والسكريات، فعمدنا إلى طرح أفكار جديدة، تتمثل في الزجاجيات المملّحة والزجاجيات الحلوة، وهي التي يمكن الاستعانة بها عند الدعوات، فبدل تقديم سلطة في طبق يمكن أن تقدَّم في كأس زجاجي يُحمل باليد بألوان الخضر الشهية، فمن جهة شكله جذاب، ومن جهة أخرى صحي، إلى جانب كتاب خاص بكيفية تحضير الصلصات العالمية، تلك التي يمكن تناولها مع البيتزا، الخضر، السمك، اللحم والدجاج المشويين، وشرائح الديك الرومي، وأخرى خاصة “بالبربيكيو”، والتي يمكن الاستعانة بها عند الخرجات العائلية في الهواء الطلق أو في عيد الأضحى المبارك. لأجل هذا قمنا بإصدار كتاب يحمل أزيد من 10 كيفيات بصور دقيقة ومفصلة في صفحة كاملة تضم 9 صور لكيفية التحضير حتى تستفيد كل امرأة تدخل المطبخ حديثا، من تحضير الوصفة بطريقة صحيحة، علما أني أعكف على تصويرها بنفسي في استوديو جزائري بمقاييس عالمية. وللسهرات الرمضانية والعيد نصيب، يقول السيد مالك، حيث قدّمنا أنواعا مختلفة من الحلويات الجافة والمعسّلة، ومختلف أنواع الكيك التي يمكن الاستعانة بها في القعدة الرمضانية، والمتمثلة في استراحة الشاي والقهوة، والتي عملنا من خلالها على عرض حلويات تقدَّم مع الشاي لأهل البيت والضيوف بطريقة مبسطة وأخرى غير مكلّفة، حيث حضر فيها البسكويت بمختلف أنواعه، وكذا الحلويات التي تُطهى وأخرى بدون طهي ربحا للوقت، مع تقديم صور مختلفة لكيفية التزيين وتحضير الطلية حتى يكتمل الديكور. وحول سر إصدار هذا الكم المعتبر من الكتب مع انطلاق الشهر الفضيل قال السيد حداد: ”بنينة صديقة العائلة الجزائرية، يمتد وجودها إلى سنوات خلت، ولهذا فنحن نسعى للتواصل الدائم مع ربات البيوت والمهتمين بالطبخ، فهذه السلسلة التي تصدرها دار الراشد وتنتَج من طرف أنترناشيونال برستيشن، كل وصفاتها مجرَّبة وناجحة، كما أنها شهية، ومنها الكثير مما يتناسب مع أصحاب الدخل الضعيف أو المتوسط، بحيث تضمن البنة للفقير والغني، علاوة على اكتشاف فوائد الخضر، وكيفية إعداد أشهى الأطباق بها دون اللجوء إلى اللحم، خاصة أن المتخصصين يدعون إلى تناوله باعتدال لعدم الإصابة بالأمراض”.