الأطباق التركية في الصدارة تجتهد النسوة خلال رمضان في تحضير أنواع من الكيفيات لإمتاع الأسرة بها، وتبحث أناملهن دوما عن الجديد في عالم الطبخ ما جعلهن يسارعن الخطى إلى محلات بيع كتب الطبخ في هذه الآونة، بحيث عرفت تلك المحلات تدافعا من طرف النسوة للبحث عن الجديد في عالم الطبخ المحلي والعالمي، ولم تعد كتب الطبخ المحلية لوحدها تجلب اهتمام النسوة، بل رحن يطلبن كتب طبخ لبلدان متنوعة منها المغرب وتونس ومصر وحتى كتب الكيفيات التركية كانت مطلوبة تأثرا بالدراما التركية من دون أن ننسى بروز المطبخ التركي الغني بكيفيات متنوعة وشهية. المار على محلات ترويج وبيع كتب الطبخ يلاحظ ذلك الازدحام الذي شهدته تلك المحلات منذ بداية رمضان، حيث اصطفت النسوة لتصفح تلك الكتب المتنوعة والتي تظهر كيفيات كثيرة من الطبخ الجزائري إلى الطبخ العالمي وقوفا على طلبات النسوة اللواتي لم يعدن يكتفين بتحضير الأكلات الجزائرية التقليدية والمعاصرة، بل رحن إلى التطفل على المطابخ العالمية منها المشرقية وحتى الغربية، ولم يجد أصحاب المحلات حرجا في توفير مختلف الكتب التي تطلبها النسوة، لاسيما في رمضان التي تشهد فيه تلك المحلات مبيعات قياسية لهذا النوع من الكتب. اقتربنا من بعض الطاولات والمحلات على مستوى القبة وساحة أول ماي واستوقفنا آراء النسوة، ومدى تجاوبهن مع الكتب المتوفرة فأجمعن أنها تعبر عن زخم متنوع يمزج بين كيفيات من ربوع الوطن وحتى من مختلف بقاع العالم العربي والغربي، فكل أنواع الكيفيات متوفرة وظهرت حتى كتب لكيفيات تركية وهي مطلوبة جدا من طرف النسوة بالنظر إلى التشابه الكبير بين الكيفيات الجزائرية والتركية التي تعتمد على التوابل واللحم المفروم والدجاج، ما وضحته أغلب النسوة اللواتي تحدثنا إليهن، منهن خديجة التي قالت إن شغفها بفن الطبخ يدفعها إلى الوقوف على آخر الكيفيات في عالم الطبخ لإمتاع أفراد الأسرة بها لاسيما خلال الشهر الكريم وفقا لما تحكم به شهية الصائمين، وعن الكتب المنتقاة قالت إنها تهوى الطبخ المغربي كثيرا الذي يقترب كثيرا من الطبخ الجزائري وفضلت أخذ كتب مختصة في الكيفيات المغربية. وسجلنا أنه حتى الكيفيات اللبنانية والتركية مطلوبة في المحلات بالنظر إلى الكيفيات التي يوفرها المطبخان معا، حيث نجدهما يشتركان في بعض الميزات على غرار كثرة التتبيل لإضفاء النكهة الخاصة، ويماثلهما الطبخ الجزائري مما جعل النسوة يتهافتن على انتقاء المطبوعات الحاوية لتلك الكيفيات، ما وضحه تاجر من القبة إذ قال إن الإقبال قياسي على كتب الطبخ بمختلف أنواعها من طرف نسوة وأوانس من مختلف الأعمار، وانطلق الإقبال قبيل رمضان وبلغ ذروته خلال الأسبوع الأول. وعن الكتب المختارة أجاب أن رغبات النسوة تختلف وتتراوح بين طلب الكتب الجزائرية والكتب العالمية، بغرض التنويع وإضفاء لمسات جديدة على موائد الإفطار الجزائرية. وتجدر الإشارة إلى أن شغف بعضهن بالمطبخ التركي لم يأت من العدم، فالتشابه الكبير بين المطبخ الجزائري والتركي جذب النسوة إلى التعمق أكثر في الكيفيات التركية، حيث تشتهر تركيا بالمشاوي على أنواعها، وخصوصا (كباب دونار) أي الشوارما حيث موطنها الأصلي. وكعادة الأتراك في الشواء، فإنهم يختارون أفضل قطع اللحم لهذا الكباب، ثم يتم تتبيله لمدة ساعات قبل شيّه حتى لا يجف أو يقسو نتيجة تعرضه لحرارة الجمر. وللأطباق الشعبية أيضا مطاعمها، وهي تقدّم أنواعا عدة ترتكز على اللحوم والخضار وتحمل اسم الكباب (أي اللحم)، مع اسم المكوّن الثاني ليشكلا معا عنوان الطبق الكامل ك (أسليم كبابي) الذي يطبخ مع الباذنجان، إضافة إلى أنواع أخرى من الأطباق التي تعتمد على الأرز كعنصر أساسي في المطبخ التركي، الذي يشترك في الكثير منها مع الأطباق في الدول العربية، دون أن ننسى الحلويات والمُحلِيات على غرار البقلاوة التركية، ذلك الاشتراك الكبير في الكيفيات استقطب اهتمام النسوة وجذبهن إلى المطبخ التركي لإبداع كيفيات متنوعة خلال الشهر الكريم.