ربات بيوت غارقات بين قصاصات الجرائد وحصص الاذاعة والتلفزيون سارعت مختلف وسائل الاعلام منذ حلول شهر الصيام الى تخصص صفحات عى الجرائد وفضاءات كاملة عبر المحطات الاذاعية والتلفزية لعرض كيفية تحضير أشهى الأطباق والحلويات والمشروبات الرمضانية. لم يكن بوسع وسائل الاعلام اهمال هذا الجانب خلال شهر رمضان بل تحرص كل وسيلة على تقديم أفضل الأطباق والاستعانة بأمهر الطباخين لارضاء جمهور المحطات الاذاعية والتلفزية وفق فضاء تفاعلي يمكن ربات البيوت طرح استفساراتهن وتساؤلاتهن بشأن اعداد الكيفية، وهنا مكمن التنافس الواقع حاليا بين مختلف وسائل الاعلام في محاولة لاستقطاب شريحة النساء اللاتي يمثلن نسبة كبيرة في المجتمع الجزائري بغية تحقق الانتشار الواسع وضمان مردود مادي معتبر. وتولي بعض الجرائد الوطنية والجهوية عناية كبيرة في عرض فن الطبخ الجزائري، مع تنويع الأطباق والحلويات والمشروبات الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان، حيث تخصص عديد الجرائد بين صفحة وصفحتين بالكامل، أما بعض الجرائد الأسبوعية فتنفرد بعدة صفحات قد تصل الى 7 صفحات مع نشر ملحق مخصص لفن صناعة الحلويات عند اقتراب موعد عيد الفطر المبارك فيما تحرص المحطات الاذاعية الوطنية والجهوية تكيف برامجها وضمان فضاء أنسب يحقق درجة استماع كبيرة فعادة ما تكون برامج الطبخ في حدود منتصف النهار أو مابين 3 الى الساعة الخامسة مساء. وهي نفس الطريقة المعتمدة من قبل التلفزيون الجزائري. وفي تقدير الأستاذ الحاج تيطاوني مختص في مجال الاعلام، أن تحرك هذه الوسائل بشكل كبير جاء بناء على دراسات معمقة تحاول استقطاب عدد كبير من الجمهور والتأثير عليه من بوابة "الطبخ" فالقارئ للجريدة لا يمكنه الاكتفاء بمضمون واحد بل يسعى لقراءتها او تصفحها ومن هنا تطلب على مسؤولي الجرائد وبقية وسائل الاعلام "التكيف" مع الحدث لتحقيق الانتشار المرغوب فيه مشيرا الى أن كل وسيلة وطريقة عرضها وطرحها للمواضيع والخيار للقارئ والمستمع والمشاهد الذي يبحث عن الأفضل. والأفضل بالنسبة للسيدة عائشة 55 سنة الاستعانة بقصصات الجرائد في اعداد أطباق رمضان وحتى في الأيام العادية حيث يتم جمعها وترتيبها بشكل لائق عكس المشاهدة أو الاستماع الذي يتطلب منك المتابعة الجدية وتدوين المعلومات التي قد تضيع منك "معلومة" في آخر لحظة لكن الآنسة "مريم ج" التي تفضل متابعة حصص الطبخ على شاشة التلفاز خصوصا الكيفيات المقدمة من طرف السيدة أبو حامد "تقول" الشاشة الصغيرة توفر لك متعة الطبخ". لتضيف "عكس ما تقرأ ففي الغالب الكيفيات التي يتم اعدادها تكون ناقصة في المذاق" واستنادا الى الآنسة مريم 24 سنة ماكثة في البيت فشغلها الشاغل اقتفاء أثر الطباخين عبر كافة المحطات والقنوات التلفزية ايمانا منها أن "المرأة بدون فن الطبخ قد ضيعت جزء كبير من سعادة بيتها". وهو ما تتفق معه الكثير من النساء من بينهن خديجة س 44 سنة تفضل المحطات الاذاعية الجهوية "الشلف وغيلزان" فالمحطة الاولى بها طباخ ماهر في صناعة أشهى الأطباق والمشروبات يدعى "مصطفى" والمحطة الثانية تتفنن السيدة "باشا" في اعداد الحلويات وتبقى السيدة خديجة بين هاتين المحطتين لاستلهام فن الطبخ ولعل أهم شيء توفره الاذاعة الجزائرية بمحطاتها ذلك الفضاء التفاعلي، حيث يمكن لربات البيوت الاستفسار وطرح التساؤلات بشأن اعداد الأطباق حتى وان مرّ على الكيفية عدة اسابيع يمكن للمتتبع استدراكها.