استثمرت السيدة ميمي حاج موسى طولبة وقت فراغها في تعلم الفسيفساء، ورغم ما يتطلبه من دقة وإتقان، أبدعت فيه، وعقب مشاركتها في معرض أقيم مؤخرا، التقت بها “المساء” وتجاذبت معها أطراف الحديث حول عدة مسائل. وبفضل صديقة لها، تعرفت السيدة طولبة على فن الفسيفساء، بعد أن كان توجهها الفني منصبا على عالم الديكور، وتحديدا تصميم الأزياء، لتبدأ رحلة تكوينية على مستوى جمعية كمتطوعة، سرعان ما أبدعت في هذا العالم الفني لتصبح مكونة وممتهنة للتعليم. وفي حديثها ل “المساء”، قالت؛ ثمة علاقة مفترضة بين فن الفسيفساء وتصميم الأزياء، وهو ما جعلها تفهم هذا الفن وتبدع فيه. وتعترف السيدة طولبة بصعوبة فن الفسيفساء، حيث قالت؛ “فن الفسيفساء أصعب بكثير من عملي في مجال الأزياء، لأنني في هذا المجال أتعامل مع الحجر، وهو ما يتطلب بذل الكثير من الجهد، خاصة عند التعامل مع مختلف أنواع الحجارة، العاج والصدف، إلى جانب القيام بالقص، القياس، التشكيل وغيرها من العمليات المضنية والمتعبة”، مضيفة أن من يرغب في النجاح في فن الفسيفساء، لابد له أن يحب هذه الحرفة ويسعى إلى الإبداع فيها. تنوعت أعمال الفنانة طولبة بين جدرايات كبيرة، لوحات ومرايا تزينية من مختلف الأحجام والأشكال الهندسية ذات ألوان متناسقة تتميز بالدقة في التصميم، مما ينم على أنها نابعة من حس فني مرهف يظهر جليا في درجة التدقيق في جزيئات العمل. تنجز طولبة أعمالها في ورشتها الكائنة ببني مسوس، حيث تعطي دروسا في فن الفسيفساء، الديكور والترقيع لصالح مختلف شرائح المجتمع. لم تتوقف الحرفية خلال حديثها معنا عن العمل على لوحاتها الفسيفسائية، وهي تتصبب عرقا، لتعد في نهاية المطاف مشهدا تاريخيا أو طبيعيا يغري العين ويجعلها تأمر الجيب بالدفع دون حساب. أسعار لوحاتها قد تتعدى عشرة آلاف دينار جزائري لقطعة بحجم متوسط، وهذا الارتفاع أرجعته إلى أسعار المادة الأولية الباهظة، بسبب ندرتها في السوق الجزائرية، مما يتطلب التنقل إلى خارج البلاد من أجل توفيرها، ورغم هذا الارتفاع، تلقى لوحاتها إقبالا من محبي هذا الفن. وحسب الفنانة طولبة، فإن الفسيفساء من الفنون التي تميز العاصمة، كما أن صيتها تخطى حدود الجزاذر ليصل فرنسا وإسبانيا من خلال مشاركتها في المهرجانات الدولية، ففي فترة وجيزة، اكتسب الفسيفساء أهمية اقتصادية. في رصيد محدثتنا العديد من الأعمال الفنية الإبداعية، حصرتها في الشمعدان المرصع بالأحجار، والمصقول بفن الفسيفساء وحاملات المفاتيح ذات الرسومات المختلفة، على غرار الأسماك، الفراشات، الجمل، النخلة و«الخامسة” اليدوية، وهو ما جلب لها العديد من الزبائن.