استثمرت السيدة زينب بابا موسى وقت فراغها في تعلم فن المنمنمات، أو ما يسمى بفن الفسيفساء الذي عادة ما يبرع فيه كبار الرسامين، غير أن حبها لكل ما له علاقة بالأشغال اليدوية جعلها تتقن هذا النوع من الفنون، رغم ما يتطلبه من دقة وإتقان. تعتبر السيدة زينب مسؤولة عن تسير المكتبة بالمركز الثقافي الكائن بحسين داي، حبها للأشغال اليدوية ورغبتها في تعلم بعض الفنون، سببا في التحاقها بمدرسة خاصة بتعليم فن المنمنمات، وبمجرد أن داعبت أناملها هذا الفن حتى انفجرت موهبتها، حيث تمكنت في ظرف قصير من إتقان فن المنمنمات، رغم صعوبته لما يتطلبه من صبر ودقة. وحول هذا الفن، قالت محدثنا؛ “عندما قررت تعلم بعض الأشغال اليدوية، وأول ما خطر ببالي هو فن المنمنمات، ربما لأنني كثيرة الاطلاع على الكتب القديمة بحكم ارتباطي بإدارة شؤون المكتبة التي أعمل بها، وعلى العموم، لم أستغرق وقتا طويلا في تعلمه، وسرعان ما بدأت أبدع فيه من خلال تصميم أنواع جديدة من الأعمال الموجهة عموما للجانب التزييني”. وتؤكد محدثتنا بأن فن الفسيفساء يتطلب الكثير من التركيز والهدوء، لأنه يعتمد كعمل فني على تقنية قطع عجين الزجاج إلى قطع صغيرة، وتضيف؛ بعد تجهيز القطع، يتم اختيار الرسم المطلوب لتحويله إلى عمل فني، بعدها أقوم بلصق القطع على شكل الرسم، ليتحول إلى مجسم مصنوع على شكل فسيفسائي بألوان مختلفة”. من بين الأعمال الفنية التي أعدتها السيدة زينب، مجموعة من المرايا المزينة بفن المنمنمات، وتشكيلة متنوعة من اللوحات الفنية من وحي مخيلتها، غير أنها أبت بيعها، على الرغم من الطلبات الكثيرة لشراء أعمالها الفريدة من نوعها، كونها ترفض التقليد، وعللت محدثتنا سبب رفضها تسويق ما تنتجه من أعمال بقولها إنها تحلم بإقامة معرض متواضع، تكشف فيه للجمهور خلاصة تجربتها في عالم المنمنمات. تتطلع الفنانة المبدعة زينب إلى تدريسه بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي، لتساهم في إثراء المركز بتخصص جديد ينتفع به الشباب.