تعشق الفنانة أمينة الإبداع وهي دائمة البحث عن كل جديد وجميل، لايستهويها التكرار ولا التقليد، لذلك أنجزت كل أعمالها بلمسة خاصة ومختلفة. الفنانة تعرض إلى غاية نهاية الأسبوع الأول من سبتمبر، برواق عائشة حداد بشارع ديدوش مراد.
تحضر الفنانة في معرضها بحيوية وتواضع مقدمة للجمهور كل المعلومات والتفاصيل الخاصة بعملها. أكدت السيدة أمينة، خلال حديثها ل"المساء”، أن بدايتها مع هذا الفن كانت رسم لوحات تشكيلية بتقنية الأعشاب وهي تقنية تستعمل فيها أغصان الشجر والأوراق وكذا التوابل، بالنسبة لها كانت تستعمل الكركومة كثمار على الأشجار تظهر وكأنها حقيقة على اللوحة من فرط الاتقان، علما أن هذه التقنية معروفة بالطبيعة الصينية، نجحت أمينة كل النجاح في هذه التقنية وكسبت بها جمهورا واسعا وذلك إلى غاية 2004 أين توقفت عن كل نشاط فني لأسباب خاصة، لتعود منذ سنتين إلى الساحة، مصرة على أن تحمل معها الجديد حتى وإن كانت فنانة عصامية. عادت أمينة -حسبما ذكرته ل"المساء”- بتقنية الرسم على الزجاج والخزف بطابع خاص هو “الاوكرانيوم”، حيث اشتملت كل لوحاتها ورسوماتها على هذه التقنية وهي مستمدة من اللباس التقليدي لمنطقة أو كرانيا بشرق أوربا وتشبه إلى حد ما اللباس التقليدي القبائلي عندنا. تقول أمينة جسدت هذه التقنية بأسلوبي الخاص، حيث استعملت الريشة بدل قطعة الاسفنج في رسمي (الرشام). جسدت أمينة هذه التقنية وغيرها في لوحاتها الزجاجية والزيتية، كما أبدت مدى تعلقها بالألوان الزاهية التي تعكس الحيوية وجمال الحياة والطبيعة مثل الوردي بتدرجاته، الأخضر الفاتح والفيروزي والبرتقالي وغيرها من الألوان. في اللوحات التشكيلية تميل السيدة أمينة إلى الطبيعة الميتة من خلال الورود والأزهار وتبرز في هذا المجال تقنية الإضاءة وخاصة الخافتة منها والتي تنعكس بجمال خلاب على ألوان الورود والزهور. وأشارت السيدة أمينة في حديثها قائلة “لم ألتحق بشكل رسمي ونظامي بأية مدرسة أو معهد، لكني كونت نفسي بنفسي واجتهدت وواظبت، فقد قمت بالبحث المستمر في مختلف الكتب المتخصصة، واستفدت كثيرا من الأنترنت، فقد تعلمت الرسم على الزجاج واحترفته من خلال الانترنت وأنا لازلت أتلعم وأكتشف لأطور وأجيد عملية الإبداع ولكن أتفادى التكرار الذي أتجنبه في أعمالي. تنجز السيدة أمينة أيضا الأواني والصحون التزيينية بالغة الدقة في التصميم والزركشة، وتؤكد أن كل ما تعرضه يباع للجمهور ليس فقط لأن الثمن في متناول الجميع ولكن أيضا لأن الجمهور يقبل على إنتاجها وإبداعها لإعجابه بها، كما أن هذا الجمهور لايكف عن تشجيعها وزيارته لكل معرض تقيمه ويحثها على المواصلة في تقديم الجديد خاصة في تقنية الرسم على الزجاج والتفنن في استعمال الألوان علما أنها تميزت في هذا المجال عن فنانين آخرين يمارسون نفس التقنية. أبدعت أمينة أيضا في تقنية اليد المرفوعة (الرسم من فوق تشبه الرتوشات) وقد فضلت التقنية البريطانية على الأمريكية أي أنها تستعمل الريشة عوض الأسفنجة. من جهة أخرى، أكدت هذه الفنانة العصامية أن الكثير من الفنانين والأساتذة شجعوها ووجهوها وثمنوا موهبتها بعضهم لاتعرفهم أمينة ورغم ذلك لم يبخلوا عليها بالنصيحة، كما أن آخرين دونوا ملاحظاتهم الخاصة بمعارضها في مدوناتها وشكروا لها جهد البحث والتميز. في الأخير تمنت هذه الفنانة أن تطور أكثر أعمالها بإدخال تقنيات جديدة غير مكررة. كذلك الحال بالنسبة للمواضيع المقدمة علما أنها تفكر الآن في الالتفات إلى التراث والطابع الافريقي الأصيل الذي يحوي كنوزا لاتنفذ.