لتدعيم الكتاب المدرسي، اهتدى نور الدين بالخيرات من سكان قصر البخاري إلى طلب قرض من الوكالة الوطنية لدعم الشباب، لتأسيس دار نشر، بعد أن امتهن التعليم لفترة من الزمن ووقف عند الصعوبات التي تواجه المتمدرسين لفهم بعض المقررات الدراسية. وعن فكرة تأسيس دار النشر ونوع الكتب التي يعدها، عادت لكم «المساء» بهذه الأسطر. اعتمد نور الدين يوم قرر الشروع في إنجاز دار نشر على خبرة والده الذي كان مفتشا في التعليم، وكان يشارك في تحرير بعض الكتب شبه المدرسية الموجهة للتلاميذ باللغة الفرنسية، حيث قال: «في الحقيقية، تأسيس دار نشر كانت فكرة والدي الذي بعد أن أحيل على التقاعد استثمر وقت فراغه في كتابة بعض الكتب شبه المدرسية لدعم التلاميذ، وبعد أن أصبح في حوزته 12 كتابا، عرض عليّ الفكرة فقررت خوض التجربة، لاسيما أن مجتمعنا يفتقر لدور نشر تعنى بالكتاب عموما، والكتاب شبه المدرسي خصوصا». لم يكن نور الدين يملك المال الكافي لتحويل مشروعه إلى واقع ملموس، لأن مشروع تأسيس دار نشر أصبح بالنسبة له ضرورة ملحة، فقرر التقدم من الوكالة الوطنية لدعم الشباب وعرض مشروعه عليهم، وبعد أن فرغ من الإجراءات الروتينية حصل على الموافقة التي مكنته من اقتناء الأجهزة اللازمة لفتح دار نشر، إذ يقول: «ما إن اشتريت الأجهزة والعتاد اللازم حتى شرعت مباشرة في العمل، لاسيما أن الكتب كانت معدة مسبقا، وكانت انطلاقتنا بطبع ثمانية كتب في المجال شبه المدرسي، إذ قمنا بطباعتها وتقديمها إلى دور نشر أخرى لتتكفل بطباعة نسخ أخرى، لأن القدرة المالية لمطبعتنا لا تسمح بطباعة عدد كبير من النسخ، من أجل هذا، فكرنا في تأمين النسخة الأصلية لدور النشر التي تتكفل بباقي العملية، وعلى العموم، أمنا لدور النشر حوالي 182 كتابا كبداية». ولم يحصر محدثنا الكتاب في طور معين، وإنما سعى إلى تأمين الكتاب شبه المدرسي لكل الأطوار التعليمية، بما في ذلك المستوى الجامعي، وحسب نور الدين، فإن الإقبال الكبير على طلب الكتب شبه المدرسية دفعه إلى التفكير في توسيع مشروعه ليتكفل بعملية الإنتاج وطباعة الكتب، عوض تقديمها لدور نشر أخرى تتكفل بتوزيعها، وهو المشروع الذي يعمل عليه اليوم. ينصح نور الدين الشباب بالتوجه إلى الوكالة الوطنية لدعم الشباب، لطلب العون بغية الدخول في بعض المشاريع والاستثمار فيها، ومن جهة أخرى، يناشد الوكالات المعنية تقديم الدعم الكافي للشباب، حيث قال: «أعتقد أن السبب الذي يدفع ببعض الشباب إلى العزوف عن الوكالة، يعود لكونهم لا يملكون رأس المال الكافي للانطلاق في المشروع، لأن الوكالة تمنح القرض الذي يقتني به الشاب العتاد، لكنه يظل بحاجة إلى المزيد من المال لبدء المشروع، وهو ما حدث معي، إذ بعد أن اقتنيت العتاد، وجدت صعوبة في الشروع في العمل، لأنه لم يكن بحوزتي رأس المال المطلوب، مما جعلني أكتفي بطبع النسخة الأصلية من الكتاب شبه المدرسي وأقدمها لدور نشر أخرى تتولى طباعتها». وعن فحوى الكتب شبه المدرسية، أفاد محدثنا بأن ما يتم اختياره من برنامج يتماشى ومستوى التلميذ الموجه إليه، بالاعتماد على لغة بسيطة ومفهومة ليتسنى لمن يقتنيها استيعابها، بدليل «أن وزارة التربية قررت على مدار سنتي 2008 و2009 اختار نموذج لأسئلة شهادة الباكالوريا من الكتب التي يتولى نور الدين طباعتها».