أكدت مجلة الجيش أن حماية الوطن واجب مقدس، ولا بد للأجيال القادمة من الاضطلاع به؛ لأنه أمانة غالية. وذكّرت افتتاحية العدد الأخير بتضحيات أجدادنا وكفاحهم عبر العصور ضد مختلف الأطماع الأجنبية؛ للحفاظ على أرض الوطن. وأشادت المجلة بالتضحيات المبذولة خلال ثورة التحرير، التي ستبقى ملحمة خالدة في التاريخ المعاصر وملهمة الشعوب، التواقة للحرية والانعتاق، وهو ما عكس بكل وضوح تشبّث أسلافنا بأرضهم ووطنهم وأصولهم. كما أضافت المجلة أن هذا التاريخ نستمد منه الدروس والعبر التي تنير الحاضر والمستقبل، مشيرة إلى أن بناء المستقبل والحفاظ على السلم والمصالحة الوطنية يحتاج إلى رجال عقلاء يجمعون ما تفرّق ويوحّدون ما تشتّت؛ لبناء وطن منسجم في كنف السلم والطمأنينة. وخصّصت المجلة ركنا تحت عنوان "أيام في الذاكرة"، تطرقت فيه للذكرى المزدوجة لتاريخ 20 أوت، ففيما يخص 20 أوت 1955 المتمثل في هجومات الشمال القسنطيني، أشارت المجلة إلى أن هذا التاريخ كان تأكيدا لصحة قرار الثورة وحسن الاختيار، وخطوة متقدمة على طريق لا تقهقر فيه ولا عودة مهما كانت العواقب. أما بخصوص 20 أوت 1956 المتمثل في مؤتمر الصومام فقالت المجلة إنه إذا كانت الأمة الجزائرية جمعاء ملزَمة بالعرفان لصنّاع ثورة نوفمبر، فيجب عليها أيضا أن تدين بالعرفان لأولئك الذين وضعوا وثيقة الصومام الذين، وُفقوا في ترجمة المبادئ الواردة في بيان نوفمبر 1954 إلى إجراءات ملموسة، وفجّروا بذلك الطاقات المتناغمة التي هدّت جدار الرعب الاستعماري وشقت السبيل المؤدي إلى الانبعاث الوطني. وخُصص عمود المجلة للحديث عن إنجازات المؤسسة العسكرية، مذكرا باختتام الجيش الوطني الشعبي للاحتفالات المخلدة للذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، بتنظيم الطبعة الثانية لمعرض "ذاكرة وإنجازات"، التي ركزت على محوري البحث والتطوير وكذا الإنتاج والصناعة العسكرية، مبرزا ما تحقق في هذين المجالين الهامين، اللذين يعبّران عن مستوى تطور وعصرنة القوات المسلحة وأيضا تحقيق الجاهزية العالية من جهة، والمساهمة في التنمية الوطنية من جهة أخرى. كما أكد أن الجيش وانطلاقا من مهامه الدستورية وبصفته أداة من أدوات الدفاع الوطني، يسعى دائما لتطوير وسائله وعتاده وطرق عمله الميدانية، وهو ما تقوم به مراكز البحث والتطوير لمختلف القوات والمديريات، التي أصبحت القاعدة التي ترتكز عليها مسيرة التطوير والعصرنة، التي تخدم بالدرجة الأولى قوام المعركة وتحسن من الأداء العملياتي على الميدان. وأشارت المجلة إلى بعض أحداث الشهر، أبرزها عودة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، إلى أرض الوطن. كما تم نشر الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية إثر وفاة المناضل الفرنسي صديق الثورة الجزائرية هنري علاق، أشاد فيها بخصال الفقيد الذي كان مساندا لكل القضايا العادلة في العالم، حيث يشهد له كشفه لممارسات التعذيب من قبل الجيش الفرنسي خلال الثورة، بتقديمه شهادات جريئة في كتابة "السؤال". وتوقف العدد الأخير ل "الجيش" عند نشاطات الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، ونشاطات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي وكذا زيارات الوفود العسكرية الأجنبية للجزائر. من جهة أخرى، أعدت المجلة روبورتاجات متنوعة استهلتها بروبورتاج عن الطبعة الثانية لمعرض "ذاكرة وإنجازات" الخاص بالجيش الشعبي، حيث أشارت فيه إلى طرق البحث والتطوير والصناعات العسكرية، بالإضافة إلى روبورتاج خاص بالحملة التدريبية لصيف 2013 تحت عنوان "إبحار، تكوين وانفتاح على العالم". ضمن العدد ملفا خاصا بالنووي وآثاره السلبية التي تهدد كوكب الأرض وتشكل خطرا كبيرا عليه. كما تم نشر وثيقة لخّصت التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام للسنة الجارية، وغيرها من المواضيع التي تحدثت عن الأبواب المفتوحة للمدرسة العليا للإشارة والأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، والمتحف المركزي للجيش وكذا المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية؛ حيث تم التطرق إلى قدرة التفاوض في ميدان الطاقة. وفي الشق التاريخي، خصصت المجلة حيّزا لا بأس به، للحديث عن الجذور التاريخية للاستراتيجية العسكرية منذ اندلاع الثورة إلى غاية الاستقلال، علاوة على الشارة إلى هيئة أركان الثورة وخط "موريس" الدفاعي. وتوقفت المجلة أيضا عند الذكرى الثانية لرحيل العلاّمة عبد الرحمان شيبان، كما خصصت باقي صفحاتها لنشر مواضيع اجتماعية وأخرى متعلقة بالرياضة العسكرية، منها بطولة العالم العسكرية لكرة القدم والمشاركة المشرّفة للمنتخب الوطني العسكري.