أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين السيد محمد مباركي، أن أغلبية الحائزين على الشهادات من مراكز ومؤسسات التكوين المهني في مجال التكوين التربصي، أكثر حظا في الحصول على مناصب شغل بالمؤسسات والإدارات، داعيا إلى تنمية القطاع بالتكوين التربصي وتحسيس الشباب بالتخصصات المتوفرة بمراكز التكوين وكذا الإيواء؛ بغية جلب أكبر قدر ممكن من المواطنين للاستفادة من تكوينات، تسمح لهم بالحصول على شهادة لبناء مستقبلهم. كما دعا مسؤولي قطاعه بالولاية إلى إدراج تخصصات تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ومميزات الولاية كالري، الفلاحة والسياحة. وقال الوزير خلال زيارة عمل وتفقّد قادته إلى تيزي وزو أمس، إن الشباب يفتقد للمعلومة حول التكوينات والشهادات الممنوحة بالمراكز، مما يتطلب التحسيس بنشاط القطاع في مجال التكوين، مشيرا إلى أن الحل الأمثل لمواجهة البطالة هو تأهيل الشباب وخلق مناصب الشغل، إذ أن الواقع يكشف أن أغلبية خرّيجي القطاع يحصلون على مناصب شغل مباشرة بعد نهاية تكوينهم، خاصة منهم المتربصين، حيث إن 90 بالمائة منهم تقريبا يُدمجون في عالم الشغل مباشرة، ومنهم من يتم توظيفهم بمراكز التربص. وعبّر الوزير عن ارتياحه للإنجازات المحقَّقة بالولاية، قائلا إن هناك جهودا بُذلت، لكن هناك تأخرا ونقصا يجب تداركهما، لاسيما في بعض المشاريع التي تماطلت عملية استلامها؛ منها التي سجلت تقدما في الأشغال بنسب تتراوح ما بين 30 و40 بالمائة. وحث بهذا الشأن مسؤولي قطاعه على إعطاء دفع جديد للمشاريع المتأخرة، خاصة التي تعود إلى قبل 2012. كما طرح الوزير مسألة نسبة احتواء مراكز التكوين بالولاية، حيث أكد مسؤولو قطاعه بأنها تقدَّر حاليا ب 50 بالمائة، وأنها مرشحة للارتفاع في غضون السنوات القادمة. ودعا الوزير إلى أهمية تكوين يد عاملة ذات كفاءة، ومؤهلة من أجل خلق مؤسسات تساهم في التنمية وخلق فرص العمل، مشددا على ضرورة توفير تكوين ذي نوعية. كما دعا إلى فتح وتوفير تخصصات تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ومميزات الولاية في مجالات مختلفة، كالسياحة، الري، الفلاحة، مؤسسة متوسطة وغيرها، ذلك أن تيزي وزو معروفة بالحركة والديناميكية. وأشار المسؤول الأول بقطاع التكوين المهني في رده على سؤال الصحافيين، إلى أن التعاون بين قطاع التكوين المهني وألمانيا لايزال قائما، حيث هناك مشاريع أخرى تضم عدة قطاعات، مثل الصناعة، الدفاع الوطني، التكوين وغيرها. كما أكد أن مختلف الشهادات التكوينية التي تمنحها الوزارة معترف بها، مشيرا إلى أن نقص التنمية وغياب اليد العاملة المؤهلة بالجزائر يعود إلى نقص التأهيل، وأن تحقيق التنمية يتوقف على إعطاء إمكانية للشباب الذين يستفيدون من تكوينات لتطوير مؤسساتهم. وقام الوزير خلال هذه الزيارة بتدشين مركز التكوين المهني والتمهين خوجة أحمد وأبنائه ببلدية سيدي نعمان، الذي يتسع ل 250 مقعدا بيداغوجيا. وانتقل الوزير إلى بلدية ذراع بن خدة، حيث تفقّد أشغال إنجاز معهد وطني للتكوين المهني متخصص في البناء والأشغال العمومية، يتسع ل 500 مقعد كما يضم جناحا للإيواء بسعة 250 سريرا ومدرجا. وقد واجهت المشروع الذي سُجل سنة 2008، عدة عراقيل وصعوبات لإيجاد أرضية تحتضنه، وكذا مشكل فسخ العقد مع مؤسسة مكلفة بالإنجاز. ولقد حقق تقدما في الأشغال بنسبة 85 بالمائة، حسبما أكده مسؤولو القطاع بالولاية. وقال الوزير بعد تفقّد المشروع الذي سيعمل على الحد من الاكتظاظ الذي يعاني منه معهد القبة وسيقلّل من تنقّل شباب الولاية، للاستفادة من تكوين في هذا المجال بعد فتح أبوابه بعد شهر ونصف، إن اليد العاملة في مجال البناء والأشغال العمومية المؤهلة وذات كفاءة، ناقصة ببلادنا، داعيا إلى ضرورة تسخير كل الإمكانات لاستقطاب أكبر عدد من الشباب، وكذا الحرص على تكوينهم، وفقا لما يستجيب لمتطلبات السوق. كما عرضت مسؤولة قطاع التكوين المهني على الوزير، واقع القطاع والإنجازات والمشاريع الجديدة المسجَّلة، والتي ساهمت في رفع قدرة الاستيعاب التي بلغت حاليا 14 ألف مقعد بيداغوجي، وكذا رفع نسبة الإطعام نظام نصف الداخلي إلى 4000 مكان. وتم كذلك فتح مراكز بمناطق نائية، مما يمكّن القاطنين بها من الاستفادة من التكوينات ومختلف التخصصات، لاسيما مجال الحرف اليدوية، التي تسمح بخلق الثروات لتطوير الاقتصاد الوطني، حيث إن 86 بالمائة من المتربصين مسجَّلون بهذا المجال. وأضافت أن فتح مراكز تكوين جديدة ببلديات نائية، سمح بالتقليل من الاكتظاظ الذي تواجهه مراكز عاصمة الولاية. كما أكدت المتحدثة أن تيزي وزو تأتي في المرتبة الثالثة على المستوى الوطني من حيث احتواؤها على مؤسسات الصناعة التقليدية. ووقف الوزير أيضا عند أشغال توسيع المعهد الوطني للتكوين المهني المتخصص في التسيير والإدارة، الذي يتسع ل 500 مكان. وخُصص للمشروع، الذي يضم جناحا بيداغوجيا ب 3 طوابق و20 قاعة للتدريس و3 مخابر ومكتبة و3 مكاتب وإدارة بطابقين، مبلغ مالي بقمة 150 مليون دج. ودعا السيد مباركي إلى بذل جهود لإنهاء المشروع في مدة 15 شهرا، ليفتح المعهد أبوابه مع الدخول المهني في سبتمبر 2014. كما دعا إلى إدخال تخصصات تفتح مناصب للشباب. وتفقّد الوزير أيضا مشروع إنجاز مقر جديد لمديرية التكوين المهني بمدوحة بمدينة تيزي وزو، الذي يُنتظر استلامه مع نهاية شهر مارس.