احتضنت جامعة ''عمار ثليجي'' في الأغواط، بالتنسيق مع مديرية الثقافة للولاية، الاحتفالات المخلدة لليوم العالمي للكتاب التي شهدت مشاركة نخبة من المثقفين والطلبة والأساتذة. وتناول المحاضرون عدة مداخلات من أهمها ''النشر والترجمة'' و''الكتاب والوسائط و''حقوق المؤلف ضمن شقيها المادي والأدبي الهادف إلى رد الاعتبار للكتاب التقليدي بعدما أصبح الاتجاه اليوم يميل إلى الوسائط البديلة، ومنها الكتاب الإلكتروني رغم سلبياته التي قلصت من نسبة القراءة باستثناء كتب التخصص التي لا يجد الطالب بديلا عنها''. وفي هذا الإطار، أكد الأستاذ أبو بكر مريقي أن الكتاب يعيش اليوم وسط أجواء تنافسية قوية مع الوسائل التكنولوجية الحديثة مما أدى إلى انخفاض الإقبال على القراءة، مضيفا أن اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هو تعبير عن تقدير الجميع للكتاب وللمؤلفين، وذلك عن طريق تشجيع القراءة واحترام حقوق الكتابة عبر تخصيص هذا اليوم في السنة لإبراز أهمية القراءة ودورها في نشر المعرفة. من جهته، أكد مدير الثقافة لولاية الأغواط قاسم دراجي، أن اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، مناسبة لإبراز أهمية الكتاب لدى الأجيال الصاعدة التي أصبحت تهتم كثيرا بالوسائط الإلكترونية البديلة للكتاب الورقي الذي بات يشهد إقبالا متواضعا من قبل التلاميذ والطلبة الجامعيين. وهذا مقارنة بمقاهي الأنترنت. وأوضح المتدخل أن هذا العزوف حتم دعوة الجميع إلى الاهتمام بالمطالعة والكتاب لإبقائه الرافد الوحيد لتلقي ونقل المعلومات قصد المساهمة في تثقيف المجتمع باستحداث ثقافة عمومية تندرج في إطار اهتمامات وتوجهات مديرية الثقافة بالولاية، حيث من المنتظر أن تحيي شهر التراث الذي سطرت له عددا من المحاضرات واللقاءات الفكرية والثقافية الوطنية منها، والجهوية والمحلية، وعلى هامشها تنظم معارض مختلفة تعكس طبيعة النشاط، ويكون للكتاب الورقي المكانة المرموقة والمكثفة. منشآت ثقافية جديدة لرد الاعتبار للكتاب يبشر واقع الثقافة بولاية الأغواط بالخير، حيث انتقلت من ''العربة الأخيرة في بداية القرن الحالي، إلى القاطرة''، وهذا من خلال زخم البرامج المسطرة لهذه السنة، وعدد المنشآت المستلمة. وفي هذا الخصوص، تسلمت الولاية 10 مكتبات تم تجهيزها بما يستجيب لمتطلبات الطالب والمثقف. ومن المنتظر، حسب قاسم دراجي، استلام وتجهيز 6 مكتبات أخرى مع إطلاق عمليات مماثلة بكل من بلديتي ''عين ماضي'' و''بريدة'' بعد استكمال الدراسة والإجراءات الإدارية الأخرى، إضافة إلى بعث مشروع إنجاز المسرح الجهوي الموجود في طور الدراسة، ومشاريع أخرى تندرج ضمن حقل الموروث الثقافي للولاية. وكشف المسؤول ذاته أن مديرية الثقافة تعمل حاليا على ثلاثة محاور، أهمها تحقيق البرامج وإنجاز المشاريع الثقافية، منها ما تم استلامه، ومنها ما هو في طور الإنجاز، وأخرى سيتم الانطلاق فيها لاحقا. ومن أهمها المسرح الجهوي الذي يعتبر مكسبا يشمل ملحقة للفنون الجميلة وأخرى للمركز الوطني للتراث والأبحاث التاريخية على غرار ملحقة المعهد الموسيقي، مع تنشيط المحيط من خلال المحاضرات والندوات والملتقيات المختلفة وتظاهرات ثقافية، والاهتمام بالموروث الثقافي الذي خطا خطوة مشجعة عن طريق تصنيف المعالم الثقافية المنتشرة عبر تراب الولاية، والانطلاق في حمايتها لما تحتله من مكانة بالأطلس الصحراوي تجعل منها محطة للنقوش الصخرية والقبور الجنائزية التي سيتم الاعتناء بها وحمايتها، مع تسهيل الوصول إليها بوضع علامات تشير إليها. الأنترنت.. هل تشكّل بديلا عن الكتاب دعا الدكتور الأزهر ريحاني في مداخلته ''حول الكتاب والوسائط''، إلى ضرورة رد الاعتبار للكتاب التقليدي باعتباره ''وسيط الوسائط، حيث أن تكنولوجيات الإعلام والاتصال أصبحت تتناول وسائط أخرى تقوم أساسا على الكتاب، إلا أن عمرها محدود بالنظر إلى التكنولوجيات الجديدة، والتي ستختفي حتما في وقت وجيز، وبالتالي لا يمكن قراءة تلك الوسائط، فالكتاب الإلكتروني الذي تتضمنه مواقع الأنترنت يمكن أن يتوقف بها العمل في أي لحظة؛ مما يؤدي إلى اندثار المعلومة. وعليه اعتبر المحاضر أن الكتاب الورقي كإنتاج فكري وكشيء مادي، هو أساس كل الوسائط ومستمر إلى أن تجد الإنسانية وسيطا أكثر ديمومة، والدليل على ذلك أن للكتاب التقليدي أهمية عظمى، حيث تقوم بعض دور النشر بطبع مالا يقل عن عشرة آلاف عنوان في السنة، والرقم ينعكس على العديد من دور النشر في العالم، إلا أن ذلك يبقى مرهونا بالمقروئية التي يجب أن تشجع بالمكتبات العمومية، على حد قوله.