أخيرا وبعد طول انتظار، تم استئناف أشغال إنجاز سد سوق الثلاثة الواقع ببلدية تادميت في ولاية تيزي وزو. فبعد عدة محاولات لاستئناف الأشغال التي باشرتها مؤسسة تركية، والتي باءت بالفشل أمام صعوبة الوصول إلى حل يرضي أصحاب الأراضي التي يتوسع على حسابها السد ومسؤولو قطاع الري، تم، بعد مد وجزر، تجاوز العراقيل والمعارضة التي صادفت المشروع الذي سجّل تأخرا كبيرا. وحسبما أكد مصدر مقرب من قطاع الري بالولاية، فلقد تم بعث أشغال إنجاز هذا السد الذي تم الإعلان عن انطلاق إنجازه لما يزيد عن 3 سنوات، غير أن عدة صعوبات واجهته حالت دون تحقيق المشروع في الوقت المحدَّد له؛ إذ كان أهم هذه العراقيل تحويل ما لا يقل عن 200 منزل تقع بالقرب من السد، إضافة إلى تحويل الطريق الوطني رقم 25 والولائي رقم 128 لكونهما يقطعان السد، كذلك تعويض أصحاب الأرض التي يتوسع على حسابها السد مشكل آخر واجهته المديرية. وقد توصلت المفاوضات إلى إيجاد حل يُرضي أصحاب الأملاك ومديرية الري، خاصة بعد زيارة الوزير الأول السيد عبد ملك سلال إلى الولاية، الذي أعطى دفعا جديدا للتنمية المحلية بالولاية، ولعل إعادة بعث أشغال إنجاز سد سوق الثلاثة بعد سنوات من التأخر، أهم خطوة حققتها الولاية، لاسيما أن هذا السد سيعمل على تزويد عدة بلديات بالماء الشروب، ليضاف إلى المشاريع الأخرى التي يهدف مسؤولو القطاع إلى تجسيدها تدريجيا من أجل احتواء أزمة الماء. وأضاف المصدر أن هذا المشروع الهام الذي تقدَّر طاقة استيعابه ب 150 مليون متر مكعب، أُسندت أشغال إنجازه لمجمّع من الشركات الأجنبية، والتي ستضمن تجسيد المشروع على مساحة قُدرت بحوالي 500 هكتار. وقد حرص المسؤولون بالولاية وعلى رأسهم مسؤولو قطاع الري، على توفير كل الظروف والإمكانات التي تعمل على إنجاز السد، حيث رصدت الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات غلافا ماليا بقيمة تزيد عن 15 مليار دج لإنجاز هذا المشروع، إضافة إلى رصد نحو 2،15 مليار دج الموجَّه للتعويضات، والتي يُنتظر صرفها من الخزينة العمومية، وهذا مع انطلاق أشغال هذا المشروع. وستشرع من جديد المؤسسة التركية “نورول أوزلتان” المختارة، لإنجاز السد في عملية تجسيده بالقرب من واد بوقدورة على بعد 8 كلم عن مدينة ذراع بن خدة، وهذا بعد طول انتظار دام حوالي 20 سنة على اقتراح مشروع إنجاز سد بمنطقة سوق الثلاثة، حيث كان مقررا انطلاق الأشغال في 2010. كما اتخذت مديرية الري إجراءات من أجل تفادي تسجيل أية صعوبة من شأنها أن تتسبب في تأخر المشروع أكثر؛ على اعتبار أنه سجّل تأخرا عن الموعد الذي كان محددا انطلاق أشغال إنجازه، حيث يُنتظر استلام هذا المشروع بعد 40 شهرا، حسبما أكده المصدر، ليشرع بذلك في تمويل عدة مناطق من الولاية ورفع نسبة التغطية بهذه المادة الحيوية لتراب الولاية، إلى جانب جزء من ولاية بومرداس. للإشارة، فإن مشروع تدعيم الولاية بسد سوق الثلاثة ببلدية تادمايت، الذي سهرت مديرية الري على تجاوز كل الصعوبات التي واجهته لاسيما المعارضة التي صادفتها مختلف المشاريع التنموية بالولاية، سيساهم في حل مشكل كبير في نقص الماء بالولاية، لاسيما المناطق الجنوبية. ويعلّق سكان المناطق التي لاتزال تفتقر للماء الشروب بالولاية وكذا مسؤولو قطاع الري، آمالا كبيرة على هذا المشروع، الذي يُنتظر أن يضع حدا لمتاعب سكان عدة بلديات نال منها العطش لعدة أعوام، والتي لم يتم تزويدها من سد تاقسبت التابع لتيزي وزو وسد كودية أسرذون التابع للبويرة.