أكد المؤرخ الفرنسي جيل مانسرون أول أمس، الخميس، ضرورة "مواصلة محاربة المحنين للفترة الاستعمارية في فرنسا على كافة الجبهات" . وصرّح السيد مانسرون في حديث ل(وأج) بمناسبة تنظيم تجمع ممجد للمنظمة المسلحة السرية مرتقب اليوم السبت في بربينيان بجنوب فرنسا "لقد لاحظنا منذ بضع سنين بروز المحنين للماضي الاستعماري سواء من خلال إقامة نصب تذكارية المخلدة للمنظمة المسلحة السرية الإجرامية وتصريحات السياسيين ومنع الاطلاع على الأرشيف ووضع العراقيل أمام البحث العلمي والتعرف على حقيقة الاستعمار وجرائمه أو من خلال قانون 23 فيفري 2005 الذي لا تزال مادتاه ال 3 وال 13 تقران السياسة الاستعمارية". كما أكد السيد مانسرون أن "مكافحة خطر البروز الجديد للمحنين للفترة الاستعمارية يجب أن تتواصل على كافة الجبهات"، مشيرا إلى "ضرورة الرد على بروز هذه الإيديولوجية التي تعود من جديد إلى عهد قد ولى" . وأضاف يقول:" لكن عمل الحركة الجمعوية المناهضة للإستعمار لا ينبغي أن يكون السبيل الوحيد للمكافحة بحيث ذكر من بين أفضل الوسائل مواصلة العمل بخصوص المعرفة التاريخية لهذه الفترة الاستعمارية وتسليط الضوء على كل ما تمثله من جرائم ضد الإنسانية"، معتبرا أنه من الضروري تطوير أكثر للأدوات البيداغوجية من خلال البحث التاريخي والإصدارات والمنتديات. وعلى الجبهة السياسية أشار المؤرخ مانسرون وهو أيضا عضو في الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان إلى تناقض الخطاب في أوساط الطبقة السياسية الفرنسية الحاكمة. فمن جهة يقر الرئيس ساركوزي أن الاستعمار كان نظاما جائرا لكن دون أن يأتي بأي شيء ملموس بخصوص الاعتراف الرسمي بالجرائم الاستعمارية. ومن جهة أخرى يحضر كاتب الدولة الحالي للجماعات المحلية السيد ألان مارليكس حفلا (جدار المفقودين) نظمه محنون للمنظمة المسلحة السرية". وفي إطار هذه المكافحة المتعددة الجبهات دعت مجموعة من الجمعيات المناهضة للاستعمار إلى منع التجمع المرتقب تنظيمه يوم السبت المقبل في بربينيان بجنوب فرنسا من طرف المحنين للفترة الاستعمارية بحيث دعت هذه الجمعيات من بينها الحركة المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان إلى جانب أحزاب سياسية منها الحزب الشيوعي الفرنسي وحزب الخضر إلى " ضرورة منع التجمع المقرر يوم السبت المقبل بمقبرة أوفيرني في بربينيان أمام النصب التذكاري الممجد لمجرمي المنظمة المسلحة السرية الإجرامية". وأكدت نفس المجموعة أن تجمع بربينيان ينظمه "أشخاص مجرمون من المنظمة المسلحة السرية وأن التكريم الذي تم تخصيصه يعبر عن تبرير لجرائم الحرب الاستعمارية". وقد بادرت المجموعة بمساع لدى رئيس ونائب بلدية بربينيان لكنها "تأسف لعدم القيام بأي شيء" وعليه وجهت "نداء لتنظيم مظاهرة على الطريق العمومي بالقرب من المقبرة يوم 7 جوان احتجاجا على التكريم" غير أن "ما يعرقلنا هو رفض السلطات المؤهلة لاتخاذ إجراءات من شأنها تفادي حدوث اضطرابات محتملة مخلة بالنظام العام". وأشارت مجموعة من المناضلين المعادين للإستعمار إلى أنه منذ بضعة سنوات فإن سياسيين فرنسيين "حركوا مشاعر المحنين للجزائر فرنسية" وأنه "بكل أرجاء فرنسا نعيش تشييد نصب ومقامات وتنظيم حفلات تكريمية ومنها تلك التي لا تطاق لأنها موجهة ل "تكريم" مجرمي المنظمة المسلحة السرية". وتعبر قضية جدار المفقودين ببربينيان الذي دشن يوم 25 نوفمبر 2007 لتمجيد هذه المنظمة عن تزايد عدد المحنين للعهد الاستعماري حسب نفس المجموعة، مشيرة إلى أن أماكن أخرى تم اختيارها من طرف هؤلاء المحنين من أجل إعادة الاعتبار لزمن الجزائر فرنسية ومزايا الاستعمار بشكل عام" . وتجدر الإشارة إلى أن مدن سيت ومارينيان وكاني سور مير قد تميزت أيضا بتفاقم الحركة المتطرفة. "فأمام استمرار التزوير والكراهية والعنف الرامي إلى استغلال الذاكرة إضافة الى الخطاب الرسمي يتعين علينا التحرك وسد الفراغ الذي يسمح لجمعيات الأقدام السواء المحنة أو الأخطر من ذلك أي المقربين من اليمين المتطرف أي أن نتكلم ونتحرك وأن نشهد باسم كل "فرنسيي شمال إفريقيا"، علما أن هذه المجموعة تسير تدريجيا نحو التهيكل في شكل جمعية جديدة من أجل "إقرار حقيقة 132 سنة من الهيمنة الاستعمارية". كما تعتزم الجمعية "التأكيد من خلال ما عاشه المنخرطين فيها والأفكار أمام أعمال المؤرخين أن الجزائر جزائرية كانت مدرجة في التاريخ. (وأج)