أكد المشاركون في الملتقى حول الاستعمار الذي نظم، أول أمس، بمقر مجلس الشيوخ بباريس على ضرورة الاعتراف الرسمي بالجرائم التي اقترفتها فرنسا إبان الحقبة الاستعمارية·وأبرز العديد من المشاركين في هذا الملتقى الذي يندرج في إطار فعاليات "أسبوع مناهضة الاستعمار" ضرورة توضيح الماضي الاستعماري الذي عاد في الآونة الأخيرة إلى الواجهة لاسيما في الساحة السياسية والاجتماعية بفرنسا من خلال قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار وإقامة في جنوبفرنسا الكثير من النصب التذكارية الممجدة للحقبة الاستعمارية في الجزائر· وأشار المؤرخ جيل مانسرون في مداخلته إلى أن "نهاية الاستعمار لم تفض (···) إلى تنديد رسمي بهذه الأعمال الشنيعة"· وأضاف أن "الغموض التام الذي يحيط بمسألة الاستعمار هو الذي يؤدي اليوم إلى عودة الماضي غير المشرف لفرنسا إلى الواجهة" موضحا أن الاشادة بالاستعمار عبارة عن امتداد للخطاب والإيديولوجيا الاستعماريين· ودعا المؤرخ الفرنسي المجتمع المدني إلى "ممارسة ضغط على السلطات العمومية لجعلها تعترف بالماضي الاستعماري لفرنسا وبجرائمها ضد الإنسانية"·من جهته تطرق مارسيل دوريني أستاذ التاريخ بجامعة باريس 8 إلى موضوع العبودية التي كانت كما قال "ممارسة مشروعة" بالنسبة لفرنسا التي "انتهكت المادة الأولى من التصريح العالمي لحقوق الانسان الذي يؤكد أن كل الناس يولدون أحرارا وسواسية"· وأوضح هذا المختص أن نابوليون بونابارت أعاد إقرار العبودية سنة 1802· بينما سبق وأن تم إلغاء هذه الممارسة في فيفري 1794·وأوضح أن "التاريخ الرسمي لايحتفظ إلا بسنة 1848 كتاريخ إلغاء العبودية الثاني من نوعه، بحيث ضرب صفحا عن الإلغاء الأول لأن فرنسا كانت في غضون ذلك قد أعادت إقرار هذه الممارسة اللاإنسانية· كما تطرق إلى قانون توبيرا الذي اعترف سنة 2001 بالعبودية كجريمة ضد الانسانية وإلى الصعوبات المواجهة اليوم من أجل تنفيذ بعض ترتيبات هذا القانون، كبناء نصب تذكاري والقيام بجرد المتاحف وإنشاء مركز بحث حول العبودية"· وعاد الآن روسيو الذي أدار عملا جماعيا حول تاريخ الاستعمار إلى بعض المراجع الخاصة بالتاريخ الاستعماري والمسجلة في الأحداث اليومية كحضور رياضيين "من أصل إفريقي ومغاربي في فريق "الزرق" ووزراء من أصل غير فرنسي لحكومة فلون أو رسالة غي موكي· وقال إن هذه الأمور ليست جديدة بما أنها كانت ممارسة في بداية القرن ال 20 وتطرق رحيم رزيغات رئيس جمعية "أي بي سي في" إلى التجربة التي يقوم بها من أجل "تقريب" الشعبين الجزائري والفرنسي و"مد الجسور بين البلدين"· كما دعا الى الاعتراف ب "مجازور 17 أكتوبر 1961 في باريس كجريمة ضد الانسانية· (واج)