عادت تشكيلة مولودية وهران بخفي حنين من ملعب أول نوفمبر بالحراش، بعد انهزامها أمام مضيفها الاتحاد المحلي بهدفين نظيفين، وقعهما البديلان أمادا بواسطة ركلة جزاء في الدقيقة ال82، وسيلا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمقابلة، وبذلك تسجل المولودية ثاني انهزام لها خارج الديار، بعد الأول أمام شبيبة القبائل وبنفس النتيجة، غير أن أمام هذا الفريق الأخير، قدم زملاء عواد مردودا يشفع لهم هزيمتهم، بل وضيعوا ضربة جزاء كانت ستغير مجرى لقاءهم لو سجلت. أمّا أمام الحراش فغاب ذلك المردود الجيد، وبكلمة واحدة، خسر ”الحمراوة” بالأداء والنتيجة، وبحسب مجريات اللقاء، فإنهم لم يقوموا بما يجنبهم الخيبة، حيث صنعوا فرصة واحدة جسدت إلى هدف بعد خطأ مباشر من تنفيذ عواد، غير أن الحكم الرئيسي أعراب رفض هذا الهدف، وقوبل باحتجاجات كبيرة من قبل الوهرانيين، وجعلت مناجيرهم العام حدو مولاي يتهم الحكم بأنه هو الذي غيّر مجرى المباراة، بل وذهب بعيدا عندما اتهم الحكام بأنهم يتعمدون ويتقصدون فريقه بقرارات تسقطه وتهزمه أمام خصومه ومنافسيه. لكن الحقيقة، أن الهدف الملغى لايمكن أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، فالمولودية لم تقدم ما من شأنه نيلها نتيجة إيجابية أمام اتحاد الحراش، الذي كان محفزّا ومتسلحا بإرادة قوية للتوقيع على أول فوز في البطولة الاحترافية الأولى، ليصالح به أنصاره الغاضبين على ما قالوه، سوء تسيير الفريق، وأشهدوا على رأيهم وأقوالهم بشعارات رفعوها فوق مدرجات ملعبهم أول نوفمبر، وخصوصا تفادي انفجار البيت الحراشي، الذي لايزال – رغم الهزة الأخيرة التي مسته- يضرب به المثل في الاستقرار الإداري والفني. وهذا الجانب الأخير، شهد عودة موفقة للمدرب بوعلام الذي كانت لمسته واضحة في فوز الاتحاد بشهادة لاعبيه، حيث كانت نصائحه مفيدة وفعاّلة في هزم يقظة الحارس الوهراني البارع دحمان، الذي أدى لقاء من الطراز الأول، وتفكيك شفرة دفاع المولودية ككل في ظرف 10 دقائق، وهو الدفاع الذي تحمل كل عبء المقابلة، خاصة بعد غياب ثلاثة من التشكيلة الأساسية لأسباب متباينة ( بلعباس، عوامري وسعيدي)، حتى أنّ خط الهجوم لازال يشكو من تخلف قطعة أساسية فيه ألا وهو بوعيشة المصاب .وكان منطقيا، أنّ تحالف كل هذه الأسباب سيؤدي إلى هزيمة الوهرانيين، التي كادت تترسم في الشوط الأول، وتحديدا في إحدى الدقائق التالية : 1 من عزي، 9 و32من بومشرة، 30 و40 بواسطة آيت أوعمر، 37 عن طريق حنيستار،43 من العمالي، ونفس اللاعبين تقريبا تفننوا في إهدار فرص الأهداف الأكيدة في الشوط الثاني، في ظل التراجع الكلي إلى الدفاع من قبل التشكيلة الوهرانية التي عانت كثيرا من الناحية البدنية، بعدما عمد الحراشيون إلى رفع نسق اللعب، وهو ما ضرب ضيوفهم في مقتل، عندما اهتزت شباكهم بكرتين صائبتين في مناسبتين، وفي العشر دقائق الأخيرة ( 82 من أمادا و90+2 من سيلا)، منحتا فوزا مستحقا ل«لكواسر”. أما بالنسبة للتشكيلة الوهرانية، فلم تقم بما كان مطالبا منها، فالاعتماد على الدفاع وحده وطيلة أطوار المقابلة، لم يكن حلا مناسبا، حتى لو دون الأساسيين فيه، وحتى القاطرة الأمامية التي كان ينتظر منها تخفيف العبء عن الخط الخلفي، كانت خارج الإطار، والاستعانة بمختار لم يجد نفعا، فاللاعب السابق لاتحاد البليدة والعاصمة، لعب أول أمس لقاءه الأو في صفوف المولودية، وهو بحاجة إلى وقت كاف، حتى يتأقلم مع لعبها وخطط مدربها الإيطالي جيوفاني سوليناس الذي عليه الاستعجال بجلب الوصفة المناسبة، وخصوصا انتصار ثان، الغائب منذ خمس جولات، قبل أن يدخل فريقه دائرة الشك، ويصبح في عين إعصار الأنصار، وهو يدري أنه سبقهم في ذلك، وقد يؤدي ذلك إن حدث لاقدر الله إلى نسف كل الجهود التي بذلت طيلة فترة التحضيرات.