لم تنجح تشكيلة مولودية وهران في العودة غانمة ولو بنقطة التعادل من تنقلها الصعب إلى ملعب 20 أوت لمواجهة فريق شباب بلوزداد المعافى، والذي هزم الوهرانيين بأقل الحصص ( هدف لصفر)، حمل توقيع الدولي إسلام سليماني في الدقيقة ال35 بضربة رأسية، استغل فيها فتحة جيدة من زميله المتألق ربيح على الجهة اليمنى، وخروجا عشوائيا وتقديرا سيئا للكرة من الحارس الوهراني دحمان. وكان ذلك الهدف الثاني لسليماني لفريقه وله شخصيا لحد الآن في البطولة الاحترافية الأولى، بعد هدفه الأول الذي وقعه أمام شبيبة الساورة وبملعبها برسم الجولة الأولى من المنافسة الرسمية. وقد جاء هدف الفوز لفريق ”العقيبة” عكس مجرى اللعب، الذي كان متكافئا في غالبية فترات الشوط الأول، مع سيطرة طفيفة من قبل المولودية التي أظهرت تنظيما وتحكما جيدين فوق رقعة الملعب، بعدما كلف المدرب شريف الوزاني لاعبيه بوتربيات وبلعباس بمراقبة الثنائي سليماني وعمور اللذين يعدان مفتاحي لعب بلوزداد، مع منح فرصة صنع اللعب للقائد براجة الذي تميز كثيرا بجهده ومحاولاته الفردية الخطيرة، فاستحق أن يكون أحسن لاعب من جانب ”الحمراوة” كالجناح الطائر ربيح الذي كان الأفضل عند بلوزداد، حيث أرهق كثيرا الدفاع الوهراني، خاصة على الجهة اليسرى، وكان صاحب أحسن لقطة فنية في اللقاء وعلى حساب المدافع الأيسر لعياطي، كما يعود له الفضل في صناعة هدف الانتصار لفريقه. ومادام أن كرة القدم، لا تعترف سوى بالأهداف ومسجليها، فإن سليماني بصم على واحد حاسم، وكاد أن يضيف آخر في الدقيقة ال44 يقضي به نهائيا على آمال الضيوف في الشوط الأول، أمام عجز هؤلاء عن الوصول إلى شباك الحارس العاصمي شويح، واستمر هذا العجز حتى في المرحلة الثانية رغم دفع المدرب شريف الوزاني بثلاثة مهاجمين تباعا، لتدراك تأخر فريقه في النتيجة وهم: بوقرة فؤاد الذي يلعب مباراته الأولى منذ استقدامه في مرحلة الانتقالات الشتوية، البوركينابي صايدوساوندانغو، وبن تيبة، فلا هؤلاء البدلاء ولا الأساسيون نجحوا في استغلال تراجع تشكيلة بلوزداد، الدال على انخفاض مخزونهم البدني، واعترف بذلك مدربهم فؤاد بوعلي الذي شدد على العناية به مجددا بدءا من اليوم، مثمنا هذا الفوز الذي اعتبره مفيدا جدا للمعنويات قبل المواجهة المرتقبة لفريقه برسم الكأس العربية أمام ضيفه نادي الإسماعيلي. في حين لم يجد مساعد مدرب المولودية الوهرانية سباح بن يعقوب، ما يقوله بعد هذا التعثر الجديد سوى أن الحظ حالف بلوزداد وخان فريقه، رغم اجتهاده الواضح لتجنب الهزيمة التي قال عنها قاسية، وفي العودة إلى الديار الوهرانية بنتيجة إيجابية، داعيا الجميع إلى مساعدة المولودية والتجند لمصلحتها قبل فوات الآوان، متمنيا أن يكون الخلاص في المباريات القادمة.ويعلم سباح ككل”الحمراوة”، أن المولودية مقبلة على رزنامة نارية ستتعامل فيها مع أندية مختلفة الأهداف، من التي تنافس من أجل مراتب متقدمة إلى التي تصارع من أجل البقاء، وبداية هذه الامتحانات الجولة القادمة التي ستستقبل فيها أهلي برج بوعريريج، وبملعب الحبيب بوعقل الذي قد يكون فأل خير عليها، ويساعدها على نيل نقاط ماسية هي بحاجة إليها. ... والمسيرون لا يزالون في غيهم غير أنها ستكون مجبرة كذلك على التعامل مع التصرفات والصراعات الشخصية بين مسيريها الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، وآخر خرجة لهم توتر العلاقة والمناوشات التي كان بطلاها رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله، وعضو المجلس واللاعب السابق في الفريق بلعباس عبد الحفيظ، بحر الأسبوع الماضي، بسبب لوم بلعباس عبد الإله على ما قاله له، انفراده باتخاذ قرارات حاسمة تخص الفريق دون استشارة باقي أعضاء المجلس والمسيرين، وهو ما لم يقبله عبد الإله الذي رد على بلعباس بحدة ودعاه إلى التزام الصمت، مادام أنه يفضل التواري عن أنظار الأنصار سواء في الحصص التدريبية أو المباريات الرسمية، التي ينبري للظهور فيها هو (أي عبد الإله) إلى جانب الفريق ولاعبيه ويلهث يمينا وشمالا من أجل تلبية حاجياتهم.