دعت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيدة زهرة دردوري، إلى تكثيف الجهود ومزيد من التشاور والتنسيق وتبادل الخبرات، من أجل رفع التحديات والرهانات التي تواجهها البلدان العربية في "هذا القطاع الاستراتيجي والحساس بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وطالبت بوضع "خطة عمل منسجمة وواضحة المعالم للتكفل بانشغالات واحتياجات منطقتنا العربية". تلك هي أهم التوجيهات التي شددت عليها أمس الوزيرة، في افتتاح أشغال الدورة السابعة عشر لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بالعاصمة. وهو الاجتماع الذي حضرته 19 دولة عربية منها 8 دول ممثلة بوزراء اتصالاتها، والذين عكفوا في جلسة مغلقة على دراسة أهم التوصيات التي تمكن من الوصول إلى الأهداف المسطرة، وأهمها –حسب الوزيرة- "إعداد خطة عمل منسجمة لتدعيم العمل العربي المشترك في مجال البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال". ويعد اللقاء كذلك، فرصة لتقييم ماتم تنفيذه من قرارات الدورة السابقة التي احتضنت أشغالها مدينة وهران في جوان 2012، كما أشارت إليه دردوري التي أكدت أنه من بين التوصيات المصادق عليها، "جعل التجربة الجزائرية في مجال البريد نموذجا في البلدان العربية". وفي السياق، ذكرت الوزيرة أن الجزائر تعمل على تنفيذ مخطط شامل ومتكامل، يرمي أساسا إلى تطوير الخدمات البريدية وعصرنتها وتسريع استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الإدارة والمؤسسات، بالتنسيق مع القطاعات الأخرى. وعرفت الجلسة الافتتاحية لمجلس الوزراء، تدخل رئيس المجلس التنفيذي، السيد عاطف حلمي، الذي أكد أن الدول العربية تملك الإمكانيات في هذا القطاع، التي تمكّنها من تبوّ مكانة هامة وتحقيق النمو وخلق فرص العمل وتحقيق التوطين الأمثل للاتصالات في القطاعات المختلفة الأخرى، سعيا لتطوير القطاع الاقتصادي والمجتمعات العربية. وأشار المتحدث بالخصوص، إلى ماتملكه الدول العربية من تكامل يمكنها من استغلاله في هذا الإطار، معتبرا أن اجتماع الوزراء فرصة لتبادل الخبرات والمعلومات، وأن النقاشات الثرية تمكن من استخراج أفكار تنعكس إيجابا على هذا القطاع. وقال إن التطور المنشود في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يجب أن يتم بالمحافظة على "ثقافتنا وهويتنا وقيمنا". مضيفا "علينا مسؤولية لتحقيق التوازن بين الاستعمال الأمثل لهذه التكنولوجيات والحفاظ على ركائزنا الأساسية". من جانب آخر، دعا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات المكتسبة في كل بلد، مستعرضا بعض الأمثلة، منها التطور الذي عرفته التجارة الإلكترونية في العربية السعودية والحوكمة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة والابتكار بقطر والمحتوى العربي بمصر. وفي كلمته، طالب ممثل جامعة الدول العربية، السيد خالد فودة، بضرورة طرح أفكار متجددة وأن تكون طموحات الدول العربية في هذا القطاع متزايدة. وأبرز أهمية تجسيد بعض المشاريع، مثل الربط الإقليمي لشبكات الإنترنيت والنطاقات العربية العامة، ودور القطاع في مكافحة البطالة لاسيما لدى الشباب، دون إغفال أهميته في تحقيق الرفاهية للمواطن العربي.