انطلقت عملية تفعيل مخطط حماية مدينة عنابة من الفيضانات، تحسبا لموسم الشتاء، حسبما أفاد به رئيس بلدية عنابة السيد فريد مرابط ل «المساء»، و كشف أنه رُصد للعملية نحو 22 مليون دينار، بالإضافة إلى استكمال أشغال التهيئة وتنظيف الوديان ومجاري مياه الأمطار. ومن بين الوديان التي تشكل خطرا على التجمعات السكنية والأحياء خلال فصل الشتاء وادي سيبوس الذي يقطع وسط المدينة بالإضافة إلى وادي فرشة. وفي هذا السياق قال السيد مرابط إن عملية تنظيف هذه الوديان ستنطلق منتصف شهر أكتوبر، لكن يبقى المشكل المطروح، حسب المتحدث، هو انجراف الأتربة من المناطق العلوية المحاذية لأعالي جبال الإيدوغ وسرايدي، مما يؤدي إلى انسداد البالوعات وامتلاء الوديان بالأتربة وأغصان الأشجار. وفي سياق متصل، برمجت مصالح بلدية عنابة نحو 12 عملية جديدة متعلقة بتنقية الأودية ورفع الأتربة منتصف الشهر الجاري، والتي تمس المناطق المنخفضة، وهي لاكولون، بني محافر وحي 8 مارس، فيما تم مؤخرا تحديد 10 أحياء أخرى صُنفت في خانة النقاط السوداء حددتها البلدية، وهي أحياء رفاس زهوان، إليزا، الخروبة ووادي فرشة عبر إقليم البلدية، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة، وهذا يدخل في إطار مخطط مكافحة المدينة من الفيضانات، علما أن عملية رفع الأتربة والأوحال التي تجمعت جراء تساقط الأمطار الطوفانية الأخيرة، قد انطلقت منذ شهر، حيث سُخّرت للعملية نحو 20 شاحنة لرفع الأتربة و12 جرافة. وأفاد مصدرنا بأن العملية تتابعها لجنة خاصة تضم ممثلين من البلدية ومختلف الفاعلين في القطاعات الأخرى، على غرار مديرية الري والأشغال العمومية والتجهيزات العمومية، كانت قد نُصبت في عهد الوالي السابق محمد الغازي، وعملها محصور في إحصاء النقاط السوداء منها بلدية عنابة وأحياء أخرى تابعة لبلديات سيدي عمار والحجار والبوني، التي يعاني سكانها من تسربات مياه الأمطار عبر وادي مبعوجة، إلى جانب اهتراء قنوات الصرف الصحي والشبكات الرئيسة الخاصة بتحويل مياه الأمطار إلى البحر. وعلى صعيد آخر، أحصت مصالح بلدية عنابة، حسب السيد مرابط، نحو 40 نقطة سوداء تهدد المدينة بخطر الفيضانات، أغلبها متعلق بالتدهور البيئي والمحيط، ناهيك عن التسربات العشوائية لمياه التطهير وتجمّعها أمام البنايات وفي الأماكن العمومية، والناتجة عن اهتراء نسبة 20 بالمائة من قنوات الصرف الصحي وشبكات التطهير، إلى جانب هشاشة 900 بالوعة غير صالحة، تعرضت في أغلبها للسرقة والتخريب من طرف عصابات سرقة النحاس. وفي سياق آخر، قال رئيس بلدية عنابة إنه تم مؤخرا عقد اجتماع مع شركة المياه والتطهير «سياتا»، لاحتواء مشكل التسربات المائية التي تشكل هي الأخرى خطرا على مدينة عنابة وتهدّدها بالفيضانات. وقد بلغت نسبة التسربات في الشتاء الماضي أكثر من 20 بالمائة، وهو رقم اعتبره السيد مرابط مؤشرا لحدوث كارثة طبيعية. من جهتها، مديرية الري خصصت، هي الأخرى، غلافا ماليا معتبرا قدره 25 مليار سنتيم، موجها لقطاع إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي القديمة وكذلك شبكات التطهير، والتي أُدرجت في إطار المخطط الجديد الخاص بمكافحة الفيضانات؛ حيث بلغ طول القنوات المبرمجة في الشطر الأول من الإنجاز 660 كلم. وحسب تصريحات مدير الري بولحبال زهير، فإنه تم الانتهاء من الدراسة الأولية، والتي أُسندت لمكتب فرنسي. ومن المنتظر الانطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع التنموي مع مطلع السنة القادمة، وذلك من أجل وضع حد لتسربات المياه القذرة، والتي تختلط بالشبكة الرئيسة لمياه الشرب المحاذية لوادي الذهب. وفي ذات السياق، تم رصد 5 ملايير و500 مليون سنتيم لتهيئة وادي مبعوجة الذي يقطع ثلاث بلديات بالولاية، هي الحجار وسيدي عمار والشرفة، حيث سيتم تطهير وادي مبعوجة من أغصان الأشجار والحشائش الضارة ومختلف النفايات الاستشفائية وحتى الصناعية التي تفرزها المصانع المجاورة لبلدية سيدي عمار، إلى جانب الرمي العشوائي للفضلات المنزلية التي يرميها بعض السكان في هذا الوادي، وهو الأمر الذي ساهم في تعفن المحيط. كما أن تزايد حجم النفايات بالوادي زاد من تسرب مياه الأمطار إلى شبكات الصرف الصحي، حيث اختلطت هذه الأخيرة بمياه الشرب. وحسب مصالح بلدية سيدي عمار، فقد تمت عملية تهيئة الوادي من أجل قدرة استيعابه على تخزين مياه الأمطار بطريقة عقلانية واستغلالها في الري الزراعي، علما أن وادي مبعوجة يشكل خطر على سكان بلديات سيدي عمار والحجار؛ بسبب تدفّق كميات كبيرة من الوادي إلى منازلهم.