يبقى إطلاع إخواننا المشارقة على الثورة التحريرية مقتصرا فقط على أنها ثورة المليون ونصف المليون شهيد دون التعمق في فصول كفاح الشعب الجزائري وتضحيات شهدائه· ونستغرب كيف أن العديد من الإعلاميين العرب الذين يفتخرون بالثورة الجزائرية ويقرون بأنها ليست ملكا للجزائريين لوحدهم، لا يعرفون عن هذه الثورة سوى إسم جميلة بوحيرد رغم أن عشرات الآلاف من جميلات الجزائر قد ذقن عذابا يفوق ما عانته هذه المجاهدة، وكيف أنهم لا يسمعون عن شاعر الثورة مفدي زكريا الذي شحذ بأشعاره وصوته الجهوري همم الثوار· هذا الجهل لا يتحمله سوى كتاب وإعلاميو المشرق العربي من منطلق أن تاريخ الثورة الجزائرية لم ينل حظه الكافي في المقررات الدراسية بالدول العربية، إضافة إلى أن الاهتمام غالبا ما يقتصر على كتاب المشرق العربي دون سواهم من المغرب العربي· وأن في ذلك ما يبرز تقصيرا لدى هؤلاء الإعلاميين في الوقت الذي يفترض فيه أن تستخلص الدروس من هذه الثورة التي عبر صداها الحدود وأصبح الأعداء يتدارسون أساليبها لصد الكفاح التحرري للمقاومة في فلسطين والعراق· ولا يمكن القول سوى بأن هذه المفارقة تضع إخواننا المشارقة في حرج لأنهم يتحملون مسؤولية تفضيل كتاب المشرق على كتاب المغرب العربيين··!