اعتبر الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، التحدي الأكبر الذي تعمل الحكومة على تحقيقه من خلال التكفل بمجالات التنمية وتكثيف الزيارات الميدانية إلى الولايات، هو تحقيق الانسجام بين مختلف فئات المجتمع. مشيرا إلى أن مشكل تطوير وتنمية الوطن لا يرتبط بالأموال ولا بالإمكانيات، وإنما بمدى انسجام الفئات الاجتماعية واستعداد الرجال للمساهمة بجدية في خدمة الشعب والوطن. وأوضح الوزير الأول في لقائه أمس، بممثلي المجتمع المدني لولاية تبسة، بأنه سيقدم عن قريب حوصلة عن زياراته الميدانية إلى ولايات الوطن لرئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة. مشيرا إلى أن التقييم الأولي لهذه الزيارات "واضح، ويؤكد بأن هناك تطورا واضحا وانسجاما فيما بين أفراد الشعب ". واعتبر في هذا السياق، بأن "التطور ليس قضية أحزاب أو أموال أو مقاولات، ولكن قضية حضارة وتوازن وانسجام ما بين كل فئات المجتمع"، قائلا في هذا الصدد، بأن المهم ليس أن نعرف إلى أين نسير فقط، وإنما أن نسير مع بعض، لأن هذا هو ما يحدد مستقبل الأمم ". كما ذكر رئيس الجهاز التنفيذي أهل تبسة، بأن الجزائر لديها رجال واقفة، ورئيس يعرف وجهته جيدا، موضحا بأن الطاقم الحكومي العامل تحت قيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، يعمل لصالح غد الجزائر، "ولا يفكر في غده أو صناديق الانتخاب". واستطرد في نفس السياق، "أقولها بقلب مفتوح وليس لدي أي حساب في ذلك، الجزائر أمامها في الوقت الحالي فرصة كبيرة للتطور بفعل الاستقرار الذي تعيشه، والمؤهلات التنموية الكبيرة التي تتوفر عليها، مذكرا بأن البلد يعيش وسط محيط مضطرب ومتدهور.. وبعد أن أشار إلى أن الجزائريين يحبون بعضهم البعض، وينبذون ثقافة الإقصاء، ذكر السيد سلال بدور الحكومة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى لقاء الثلاثية المرتقب نهاية الأسبوع القادم، لدراسة فرص تنفيذ خطط التطوير الاقتصادي والاستثمار. وأوضح الوزير الأول، أن الهدف الأساسي الذي تتوخاه الحكومة من اللقاء، هو الوصول إلى اتفاق مع الشركاء يحدد التوجهات الكبرى، مشترطا لنجاح ذلك، ضرورة توفر الانسجام بين كل الأطراف، والعمل بشكل متناسق دون التفرقة بين طبيعة القطاعات الاقتصادية سواء كانت عمومية أو خاصة. ولدى تطرقه إلى التنمية بولاية تبسة، أكد الوزير الأول بأن هذه الولاية الحدودية المعروفة بتاريخها العريق ورجالها، لديها من الإمكانيات ما يمكنها من لعب دورها كاملا على مستوى الجهة الشرقية للبلاد، خاصة في ظل الاضطرابات الحاصلة في دول الجوار. موضحا بالمناسبة، بأن الجزائر التي تأمل كل الخير لدولة تونس الشقيقة، أدت دورها في محاولة الإصلاح بين الفرقاء في هذه البلاد، لكن ذلك مع احترام مبدأ عدم التدخل في شؤون هذه الدول، المكرس في الدستور في مبادئ الدولة. وعاد السيد سلال للحديث عن مؤهلات التنمية في تبسة، مذكرا بأن هذه الأخيرة ظلت إلى وقت ما مشهورة في المجال الفلاحي بإنتاجها للزيتون والزيت، داعيا بالمناسبة الفلاحين والمتعاملين في القطاع الزراعي بالولاية، إلى اغتنام الفرص الثمينة التي يتيحها برنامج الدعم والمرافقة الذي أعلنته الحكومة، وتشرف على تنفيذه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من أجل إعادة بعث هذا القطاع، وجعله محركا للتنمية بالولاية بداية من الموسم المقبل.. وفي حين لفت انتباه الحاضرين بقاعة الجامعة التي احتضنت لقاءه بفعاليات المجتمع المدني المحلي، إلى ظاهرة التهريب التي اعتبرها واحدة من الإشكالات الكبيرة المطروحة بالولاية والتي تمس فئة الشباب من جهة والاقتصاد الوطني من جهة ثانية، دعا الوزير الأول إلى العمل على إخراج شباب الولاية من هذا النشاط غير الشرعي، وتشجيعهم للدخول في الشرعية من خلال إتاحة الفرصة لهم للاستثمار في الفلاحة، والاستفادة من التدابير المتخذة من قبل الدولة في هذا المجال. كما أبرز السيد سلال، الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها ولاية تبسة في مجال الصناعة، مذكرا بأن هذا المجال تعمل الدولة على تثمينه من خلال خطتها الاقتصادية الرامية إلى تفعيل القاعدة الصناعية، والتي قد تجعل ولاية تبسة مستقبلا قاعدة للتصدير. وفي هذا الإطار، ذكر الوزير الأول بأن الحكومة ستوقع بعد غد السبت على اتفاق مع مؤسسة "ميتال ستيل" لاستعادة 51 بالمائة من حصص مركب الحجار للطرف الجزائري، كما أشار إلى وجود مشروع كبير لتدعيم شبكة السكة الحديدية من جبل العنق إلى عنابة، فضلا عن تحديث الشبكة المحلية. موضحا بأن هذه المشاريع الحيوية من شأنها تحقيق استغلال أحسن لموارد الولاية، وستعمل أيضا على دعم مشروعي إنجاز مصنعين للفوسفات يجري التفاوض حولهما مع الشريك القطري، على أن يوجه إنتاجهما للتصدير. وكشف في سياق متصل عن مشروع اتفاق يتم طرحه اليوم مع الموفد الفرنسي المكلف بمتابعة العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية، جان بيار رافاران، لتفعيل مشروع "زجاج سنقوقة" المتواجد بتبسة، وذلك في إطار دفع مشاريع الشراكة بين البلدين. وبمناسبة زيارته الميدانية للولاية، تم الإعلان عن برنامج تكميلي لدعم التنمية بتبسة بقيمة 40,56 مليار دينار، يتم توجيه أزيد من 5 ملايير دينار منها لإنجاز 4000 مسكن ريفي وعمومي إيجاري و7 ملايير دينار لتهيئة الأحياء السكنية. مبعوث "المساء" إلى تبسة : م / بوسلان