ثمّنت الأستاذة لي بطاط الأمريكية عضو في المنظمة غير الحكومية “وارلد لورنينغ”، في مداخلة خلال الندوة الوطنية التي نُظمت مؤخرا حول “توظيف الشباب والاتصال في الجزائر”، ثمّنت أهلية وجدارة الشباب الجزائريين، الذين تمكنوا، حسبها، من رفع التحديات خلال مراحل دراستهم رغم الصعوبات التي يواجهونها. كما كان للأستاذة بطاط تجربة مع العديد من الأشخاص، معظمهم يدرسون في أكبر جامعات العالم، على غرار “هارفارد”، واصفة الطلاب الجزائريين بذوي المهارات والقدرات العالية بفضل إرادتهم غير المتناهية. ترى لي بطاط أن الشاب الجزائري يهيمن على بعض الجامعات العالمية، ويبرز بشكل خاص بفضل قدرته ورغبته في النجاح، إلا أنه بسبب مشكل البطالة الذي تعاني منه الجزائر يبقى كابوس عدم إيجاد شغل بعد تخرّجه، الأمر الذي يشغله. وتنصح الأستاذة الطلاب الجزائريين من خلال الندوات التي تنظمها “وارلد لورنينغ” في كل من الولايات التالية: قسنطينة، عنابة، وهران وورڤلة مؤخرا، بالبحث عن الطرق الفعالة للانضمام لعالم الشغل وبناء قدرات الشباب من خلال المشاركة المدنية؛ من أجل تحسين فرص الحصول على العمل، والتأكد أن للوصول إلى هذا الهدف على المؤسسات الخاصة والعمومية العمل بالتنسيق مع الوزارات، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي؛ بغرض خلق “جسر” بين الشباب والمؤسسات. وفي هذا الإطار تؤكد أنه لإيجاد شغل ليس المهم فقط مجموعة الشهادات التي تحصّل عليها الفرد والتي يملأ بها سيرته الذاتية، وإنما الأهم من ذلك هو الخبرة والتكوين الذي تلقّاه في المجال الذي يريد العمل فيه. وتضيف الأستاذة لي أن لتكوين هذه الخبرة على الدولة أن تشجع الشباب على الالتحاق بدورات تكوينية داخل المؤسسات العمومية والخاصة ولو كانت بشكل “تطوعي”؛ أي دون الحصول على أي راتب؛ بهدف تحقيق خبرات وتجارب تساعدهم في دخول سوق العمل، مضيفة أن بناء الإمكانات أمر ضروري لتنمية سليمة للشباب؛ وذلك من خلال توجيههم وإرشادهم؛ فالتعليم العالي وطريقة الحصول على عمل يُعتبر مثالا رئيسا، يعمل فيه الركود والصعوبات التي تسببها العوامل الداخلية والخارجية على الحد من دخول الشباب بشكل كامل في المجتمع. ويجب التركيز على الجانب التطبيقي بدل النظري داخل الجامعات لتعزيز التجربة؛ لأنها تُعتبر خبرة في حد ذاتها. فبرنامج بناء قدرات الشباب يهدف إلى تطوير مهارات لتسهيل دخولهم إلى سوق العمل، وهو المشروع الذي تعتمده العديد من الدول المتطورة، والذي شارك في مكافحة معدلات البطالة العالية في صفوف الشباب وتأهيلهم، ليصبحوا مشاركين فعالين ضمن قوى العمل. هذا البرنامج لا بد من تكييفه حسب احتياجات ومتطلبات كل ولاية، إلى جانب أخذ بعين الاعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم ضمن هذا المشروع، ومع مرور مدة زمنية معتبرة من اتباعه يمكن ملاحظة التحصيل الإيجابي؛ نظرا لفعاليته بعد الخبرات الناجحة للدول الأجنبية. وبالإضافة أيضا، يمكن الاستفادة من شبكة الاتصالات، وبالتالي تحقيق قدر أكبر من الفعالية والتقدم في العمل، تضيف نفس المتحدثة. كما يعمل هذا البرنامج على تقوية المشاركة الاجتماعية والاقتصادية للشباب في المجتمع، فالهدف هو تسهيل انخراط ومشاركة الشباب الفعالة في التنمية المستقبلية، من خلال اكتساب هذه المهارات وزيادة إمكانات الطلبة حديثي التخرج في دخول سوق العمل، فضلا عن الحصول على فرص للعمل في شتى المجالات، التي وصفتها الأستاذة بالمحترمة، ويجب الافتخار بها على غرار البنّاء والكهربائيّ؛ لما لها من أهمية؛ باعتبارها شبكة للتكامل بين أعوان المجتمع. وبعد تغيير نظرة وذهنية المجتمع إلى الواقع يصبح الطلاب قادرين أيضا على الحصول على اتصال مع أصحاب العمل والمؤسسات ومضاعفة فرص العمل، حيث سيتم إنشاء شبكة من الاتصالات بين الأطراف المختلفة؛ “المؤسسات العمومية والخاصة” والطلبة. ويهتم هذا البرنامج ببناء المهارات والقيام بالأنشطة المتعلقة بالطلاب من أجل خلق الوعي الوظيفي والتدريب على تكنولوجيا المعلومات والتدريب الميداني، وتزويدهم بنظرة حول وضع العمل ومتطلباته من حيث نوع الدراسة، فضلا عن منحهم الثقة بالنفس وفرصا أفضل لإيجاد التحديات وفرص العمل المرضية، إلى جانب منحهم فرصا لتقييم المؤهلات المكتسبة لاستخدامها في مواجهة متطلبات الحياة الحقيقية لرفع مستوى الوعي لديهم حول كيفية تحسين مؤهلاتهم بشكل أفضل، وكذا تزويدهم بخبرات ذات علاقة، وتعريفهم بالمؤسسات الشريكة من أجل مساعدتهم في اتخاذ القرارات المناسبة حول العمل، وذلك بتشجيع روح العمل التطوعي، وحضّ المشاركين على المشاركة بدور فاعل في مشاريع أخرى مختلفة، تهدف إلى تنمية المجتمع.