قال سعادة سفير البرتغال في الجزائر السيد لويس دو ألميدا سامباريو أنّ الهجرة هي محور الأفلام التي ستعرض في إطار تظاهرة "الأسبوع السينمائي البرتغالي" وهذا ابتداء من اليوم وإلى غاية الأربعاء المقبل بأوديتوريوم جامعة بوزريعة، مضيفا أنّ الهجرة موضوع يمسّ الجزائريين والبرتغاليين معا علاوة على أهمية مثل هذه التظاهرات في توطيد أواصر العلاقات الثقافية بين الدولتين. وأضاف السفير البرتغالي في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بجامعة الجزائر حول تظاهرة "الأسبوع السينمائي البرتغالي"، أنّ البرتغال تحوّلت من أرض للهجرة في سنوات الحكم الدكتاتوري إلى أرض لاستقبال المهاجرين، مضيفا أنّ بلده عاش سنوات طويلة جدّا في عهد الدكتاتورية تحت حكم أنتونيو دو أوليفيرا سالازار، حيث كانت الحرية بكلّ أنواعها مضطهدة عن آخرها، الأمر الذي دفع بثلث سكانها إلى الهجرة إلى دول أخرى أمثال لوكسمبورغ، ألمانيا، أفريقيا الجنوبية والبرازيل، مما أنشأ من جهة التواصل والاحتكاك بالثقافات الأخرى أو من جهة أخرى فيضا من الألم والحزن، لأنّه ليس من السهل لأيّ كان أن يترك بلده ويهجر إلى بلد آخر، مستطردا في قوله أنّه بعد ثورة 1974 تصالحت البرتغال مع الديمقراطية وأصبحت بلدا ينعم بالحرية والدينامكية في جميع مجالات الحياة لتتحوّل إلى أرض تسامح وترحيب للمهاجرين الذين يقدمون إليها من مختلف بقاع العالم وبالأخص من شرق أوروبا. السفير أكّد أيضا أنّ الأفلام السبعة المبرمجة في إطار هذه التظاهرة التي تحمل شعار "بين الانطلاق والوصول" هي أفلام طويلة تطرح إشكاليات حقيقية علاوة على أنّها تملك تقنيات عالية وأنتجت في سنوات 2001، 2005 و2006 كما أنّها تتناول الهجرة بمختلف أطروحاتها، وهي موجّهة بالدرجة الأولى إلى الطلبة الجامعيين في انتظار أن يتمكّن يوما ما الجمهور الجزائري بشرائحه المختلفة من التعرّف على السينما البرتغالية. وعن مشاريعه، اعتبر السفير أنّه حان الأوان لتأسيس علاقات ثقافية ثابتة وقوية بين البلدين مستأنفا في قوله أنّه يفكّر في استقدام فنانين برتغاليين إلى الجزائر لنسج أواصر المحبة والتعارف بين فناني ومثقفي البلدين ومضيفا في إجابته عن سؤال "المساء " حول إمكانية عرض الأفلام البرتغالية في قاعات السينما الجزائرية أنّه يعمل على عرض الفيلم الذي لقي نجاحا كبيرا في العالم تحت عنوان" قادة أفريل" في الجزائر وهذا الفيلم يحكي عن ثورة 25 أفريل 1974 التي قامت في البرتغال. بالمقابل، كشف نائب عميد جامعة الجزائر الأستاذ أحمد برغدة عن إعادة تدريس اللغة البرتغالية في الجامعة المركزية في انتظار إعادة فتح قسم كامل لتدريس اللغة والثقافة البرتغالية بعد أن كان يعمل في سنوات السبعينات، معتبرا أنّ اللّغة البرتغالية مهمّة فهي من بين اللغات الرسمية لقارة إفريقيا كما أن أكثر من 300 مليون شخص يتكلّم بها في العالم.