قال سفير البرتغال في الجزائر لويس دي ألميدا سامبايو، أمس، أن الوزير الأول البرتغالي قرر عقد لقاء القمة المقرر أن يجمعه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأحد المقبل في الجزائر استثناءا، بدلا من لشبونة مثلما كان مقررا قصد التأكيد على تحسن الوضع الأمني في الجزائر، موضحا أن البرتغال التي ستكون ضيف شرف معرض الجزائر الدولي هذا العام لن تشارك بشركات من الدرجة الثانية. أعلن سفير البرتغال في الجزائر تأييد بلاده الكامل لمشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقبل يوم عن موعد اجتماع المنتدى الأورو- متوسطي المقرر تنظيمه بالجزائر العاصمة لبحث مشروع الإتحاد من أجل المتوسط المقرر الإعلان عنه بباريس في 13 جويلية المقبل، أوضح السفير البرتغالي خلال استضافته في "فوروم المجاهد" أن مشروع سيعيد توازن الإتحاد الأوروبي من خلال التوجه نحو أفق جديد منفتح على الفضاء المتوسطي، وفي وقت لم تنضج فيه فكرة إنشاء الإتحاد من أجل المتوسط بالنسبة للجزائر التي ما تزال تبدي تحفظات حول الموضوع، سجل ممثل البرتغال في الجزائر لويس دي ألميدا سامبايو الأهمية التي تشكلها موافقة الجزائر على هذا المشروع "بصفتها دولة محورية في الضفة الجنوبية من حوض المتوسط"، كما قال السفير البرتغالي، الذي أكد أن بلاده "ستشارك بفعالية في تجسيد هذا المشروع"، مؤكدا على ضرورة إشراك كافة البلدان الأوروبية وبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط فيه. وتبدي الجزائر رسميا تحفظا شديدا حيال المبادرة منذ إطلاقها من طرف الرئيس ساركوزي، حيث أكدت على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي أن هذا الإتحاد لن يكون مطية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الشرط الذي تتمسك به الجزائر مقابل الموافقة على الانخراط في المشروع، مشددا على الطابع الاقتصادي والاجتماعي له. ومن ناحية أخرى وقبل أيام تفصل عن موعد انطلاق معرض الجزائر الدولي في طبعته 41 و الذي ستكون البرتغال ضيف الشرف فيه هذا العام، أعلن سامبايو عن مشاركة أكثر من أربعين مؤسسة برتغالية في معرض الجزائر الدولي تمثل هذه المؤسسات مختلف القطاعات سيما الأشغال العمومية والصناعة البحرية والطاقة والبيئة والصحة والاتصالات السلكية واللاسلكية، مؤكدا "أن البرتغال لن يشارك في المعرض بشركات من الدرجة الثانية"، حيث حرص على انتقاء شركات رائد على المستوى الأوروبي والعالمي، وقال المتحدث أنه موازاة مع هذه التظاهرة الاقتصادية واستضافة البرتغال كضيف شرف معرض الجزائر الدولي تقرر عقد لقاء القمة بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول البرتغالي خوسى سكراطس الذي سيقوم برابع زيارة للجزائر في 8 و9 جوان الجاري، وقال السفير البرتغالي في الجزائر أن القمة المتفق على عقدها سنويا بموجب اتفاقية الصداقة الموقعة بين البلدين في 2005 كان من مقرر عقدها هذا العام في لشبونة "لكن الوزير الأول البرتغالي إرتأى عقد القمة مع بوتفليقة في الجزائر قصد تبليغ رسالة واضحة يؤكد فيها أن الوضع الأمني في الجزائر تحسن بشكل كبير". وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين قال السفير أن الجزائر والبرتغال يعملان على إقامة شراكة إستراتيجية حقيقية في عدة مجالات. وصرح سامبايو في منتدى المجاهد قائلا "إننا نعمل حاليا على إقامة شراكة حقيقية وتعميق علاقاتنا الإستراتيجية على المدى البعيد"، مضيفا "لقد تطرقنا إلى مسالة التنمية الاقتصادية بين بلدينا في إطار سياسي جد مكثف" واعتبر الدبلوماسي البرتغالي الذي وصف العلاقات الثنائية في المجال السياسي والدبلوماسي ب"الممتازة" أن الجزائر و البرتغال بإمكانهما رفع حجم تعاونهما الاقتصادي نظرا للإمكانيات التي يتوفران عليها، مضيفا "ليس هناك أي عائق من شانه أن يمنعنا من خلق فضاء شراكة إستراتيجية حقيقية بين البلدين".