يوم واحد يفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، والعديد من العائلات قد فرغت من شراء الأضحية، وأخرى اكتفت بشراء اللحم بسبب غلاء الخرفان هذه السنة، إلا أنه بسبب قلة الوعي يتغاضى العديد من المواطنين عن استشارة البياطرة الأخصائيين فيما يتعلق بسلامة الأضحية وعدم وجود أي مرض أو عاهة بها، يجعلها تشكل خطورة على صحة مستهلكيها. ومن بعض هذه الأمراض احتواؤها على الأكياس المائية. وحول هذا الموضوع حدّثنا الطبيب البيطري عبد الوهاب عكوف. الكيس المائي يحتوي على سائل أبيض شفاف، يتمركز في مناطق عديدة من جسم الأضحية، على غرار الكبد والدوارة وحتى “البوزلوف”، وهو داء طفيلي ناتج عن تطور يرقة أحد أنواع الديدان المسطحة، التي تعيش في الأمعاء الرقيقة للحيوانات التي تملك نابا كالكلاب، الذئاب، الثعالب وحتى في بعض الأحيان القطط؛ حيث ينتقل من هذه الحيوانات التي تلعب دور الخزان لهذا الداء، فتتطور العوامل وتتضاعف في أجسامها، ثم تنتشر في محيطها عن طريق البراز، لاسيما في المناطق التي ترعى فيها الماشية. كما يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بطريقة مباشرة، وذلك من خلال ملامسة هذه الحيوانات. وفي هذا الشأن، أكد البيطري عكوف أنه مع اقتراب عيد الأضحى وذبح ما يزيد عن 5.2 مليون كبش، يزداد خطر انتقال عدوى الكيس المائي، الذي يسبب مرضا يُعرف باسم “إيداتيدوز”. فبعدما يبتلع الإنسان هذه البيوض نتيجة الإهمال تتحول إلى يرقات تصل إلى الكبد أو الرئتين، فيتضاعف حجم الدودة الوحيدة في الكيس المائي، وهو يحمل الملايين، ليتحول إلى ورم يؤدي إلى تعفن أو انفجار، فيلد أكياسا ثانوية في نفس العضو. ويضيف الطبيب البيطري قائلا: “وعلى هذا الأساس، فإن عددا من المصالح وعلى رأسها مصالح وزارة الصحة والجمعيات، تقوم بتكثيف حملاتها التحسيسية للتعريف بهذا المرض، وطرق الوقاية منه، وأساليب التعامل معه عند اكتشافه، للانتباه لجميع المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها الكيس المائي، الذي يُعد بالنسبة للبعض مرضا لا يسمعون عنه إلا خلال عيد الأضحى المبارك. وتسلّط هذه الحملات الضوء على الأضرار الصحية الخطيرة، التي يمكن أن يحدثها الرمي العشوائي للحوم في الأماكن العامة أو على جوانب الطرقات. ووفقا للإجراءات المعمول بها في السنوات الماضية، تحث هذه الحملات على تنبيه أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، عن خطورة الرمي العشوائي لأعضاء الأضحية المصابة. وعلى هذا الأساس، ينصح الطبيب المواطنين بالحرص أثناء عملية النحر على مراقبة الأعضاء الداخلية للشاة، بالإضافة إلى معاينتهم الدقيقة للأعضاء، التي من المحتمل إصابتها ببعض الأعراض الخارجية، التي قد توحي بإصابتها، كالانتفاخ. ويقول الطبيب إن من المواطنين من يحرص شخصيا على معاينة وتقليب أعضاء الخروف بعد عملية النحر؛ محافظةً على صحة عائلته من مخاطر الإصابة بمرض الكيس المائي، كما يمكن اللجوء إلى ذوي التخصص، على غرار البيطري أو بكل بساطة جزار الحي، لتفادي الوقوع في تعقيدات المرض لاحقا.