أكد رئيس مصلحة المنشآت الفنية بمديرية الأشغال العمومية، السيد محمد عابر، أن الجسر المنجز على مستوى منطقة مجاز الغنم وضفتي وادي الرمال، بلغت نسبة تقدم الأشغال به 90 بالمائة، ولم يتبق إلا تزفيته وربطه بالطريق على الجهتين القادمة من باب القنطرة عبر شارع رومانيا سابقا، والمؤدية إلى شارع رحماني عاشور، ثم وسط المدينة. وسيكون هذا الجسر الإسمنتي الحديدي الذي رصدت له الدولة حوالي 30 مليار سنتيم لإنجازه من طرف مؤسسة الأشغال العمومية «صابطا»، بديلا مؤقتا في إطار التدابير المستعجلة التي تم اتخاذها محليا من أجل تجنب الإزعاج الذي سينجم عن عملية غلق جسر سيدي راشد، أمام حركة المرور خلال الأشهر القليلة المقبلة إن لم نقل الأسابيع المقبلة في خطوة لاستكمال أشغال التقوية والتدعيم التي أصبحت أكثر من ضرورية، إذ تهدف هذه العملية التي ستدوم حوالي السنة وستكون الأخيرة في عمليات الترميم الخمس التي شهدها الجسر في السنوات الفارطة، إلى ترميم القوس رقم 5 الذي سيتم تهديمه كليا وإعادة بنائه، وقد سبق ذلك أشغال ترميم ارتكزت على تقوية أربع دعامات من الجزء الشرقي للمنشأة ووضع دعامات صغيرة، مع القيام بوضع مسالك لتصريف المياه. وتقرر استئناف أشغال الترميم بعدما تبين أن الجسر مهدد فعليا بالانهيار بسبب الانزلاق الناتج عن تسرب المياه تحت الأرض، حيث تم منع مرور المركبات على جسر سيدي راشد في الفترة المسائية ابتداء من الساعة التاسعة إلى الخامسة صباحا، للتقليل من الضغط عليه، كما تم استكمال عملية بناء مركزين كبيرين لتصريف المياه والتحكم في مجراها أسفل الجسر، بعد الانتهاء من مرحلة حفر الأساسات ونصب الركائز المؤقتة أسفل الأقواس المتضررة، وقد عرفت عملية الترميمات السابقة صعوبات كبيرة بسبب الكميات المعتبرة من المياه التي تمر أسفل الجسر، حيث خلفت انزلاقات خطيرة وتضررت إثرها الأقواس. وقد دخل قرار غلق الجسر منتصف شهر جوان من سنة 2012 حيز التنفيذ للمرة الثانية، في ظرف سنة واحدة أمام حركة المرور، قصد الشروع في المرحلة الثانية من أعمال الترميم التي باشرتها الجهات المختصة، بعد مشاكل الانزلاق التي شهدها الجسر خلال السنوات الفارطة، والتي باتت تهدد هذه المنشأة الفنية، حيث دامت المرحلة الأولى التي انطلقت خلال صيف 2011 مدة 70 يوما، قبل أن يفتح الجسر أمام حركة المرور بصفة جزئية في الفترة الصباحية ويغلق ليلا لتخفيف الضغط. وكشفت مصادر من مديرية الأشغال العمومية مؤخرا، أن جسر سيدي راشد، بعد نهاية عمليات الترميم، سيتدعم بنظام للرصد من أجل مراقبة أفضل لوضعية هذه المنشأة الفنية التي دشنت في شهر أفريل من سنة 1912 من طرف المهندس الفرنسي أوبان إيرود، بمساعدة مواطنه المهندس بول سيجورني الذي قام، بعدما تحول إيرود إلى التدريس بجامعة أكسفورد بوضع مخطط الأقواس، وأكمل بناء الجسر الذي يطل على وادي الرمال، إذ يربط وسط المدينة بمحطة القطار بعد أربع سنوات من العمل الشاق بأياد جزائرية محضة، حيث سيسمح نظام الرصد المعتمد لأول مرة بالجزائر بمراقبة دائمة لدرجة حرارة المنشأة وتمدد المواد المستعملة في بنائها، إلى جانب الاهتزازات وقوة الرياح، وعليه سيسمح هذا النظام بمتابعة حالة هذا الهيكل الفني، مع مراقبته الدائمة الدقيقة، مما سيمكن المسؤولين المعنيين من تحديد في الوقت المناسب أي عيب قد يظهر مرة أخرى على هذه المنشأة من تشققات أو تصدعات في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، وبالتالي الحفاظ على هذا النصب التاريخي لمدينة الجسور.