كشف مدير الأشغال العمومية بقسنطينة، عن مشروع جديد سيتدعم به جسر سيدي راشد الذي يبلغ طوله 447 مترا، بعد الانتهاء من أشغال ترميمه التي ترتكز على تقوية أربع دعامات من جزئه الشرقي، مع وضع دعامات صغيرة، إلى جانب مسالك لتصريف المياه، حيث ستتدعم هذه المنشأة التاريخية التي اعتبرت عند تشييدها من أعلى الجسور الحجرية في العالم، بنظام لرصد ومراقبة وضعية الجسر الحجري الذي يضم 27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70 مترا. و سيمكن النظام الخاص بالرصد والمراقبة، حسب المسؤولين القائمين بعملية الترميم، من تحديد أي تشققات أو تصدعات قد تظهر عليه في أي وقت، كما سيعمل هذا النظام المعتمد لأول مرة في الجزائر، على مراقبة وتحديد درجة حرارة المنشأة، حالات تمدد المواد، مع الاهتزازات وقوة الرياح التي يتعرض لها الجسر، الأمر الذي سيساهم بشكل فعال ومباشر في الحفاظ على هذا النصب التاريخي الذي تم بناؤه سنة 1912، كما ستمكن أجهزة الالتقاط التي سيتم تركيبها ضمن نظام الرصد الجديد، التقنيين المعنيين من متابعة التصدعات وغيرها في الأماكن التي يصعب الوصول إليها. أضاف مدير الأشغال العمومية أن مشروع تركيب وإمداد جسر سيدي راشد بنظام الرصد، سيتم مباشرة عقب الانتهاء من الأشغال الجارية لإعادة تأهيله، إذ سيتم قريبا غلقه أمام حركة السير للسماح بتقوية القوس الخامس الذي سيتم تهديمه نهائيا ليعاد بناؤه، خاصة أن الجسر الحجري الذي يعد من أهم شرايين حركة المرور وسط مدينة قسنطينة، عانى منذ مدة طويلة من مشكل التصدعات والتشققات على مستوى أساساته، وهي المشاكل التي أرجعها خبراء وتقنيون دوليون إلى التسربات المائية المنحدرة من سطح المنصورة، والتي تراكمت فوق أساسات الجسر من جهة باب القنطرة، محدثة تصدعات وتشققات أثرت على هذا المعلم التاريخي والسياحي الذي يعود تاريخ بداية إنجازه إلى سنة 1908، ويعتبر من أشهر وأطول الجسور الحجرية المشيدة في العالم، حيث استغرق إنجازه مدة 04 سنوات إلى غاية 1912، من طرف المهندس الفرنسي «أرنودان»، على تلال المدينة القديمة، وبالتحديد السويقة، بطول حوالي 400 متر، وعلو 175 مترا من أسفل وادي الرمال، يضم 27 قوسا، أكبره قوس المنتصف الذي يبلغ قطره 70 مترا، وقد عرف الجسر أول عملية ترميم خلال سنة 1946. من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الجسر العملاق سيتم تدعيمه الآخر بنفس النظام الذي يعتبر الأول من نوعه في الوطن، كما تم تسخير غلاف مالي قدره 800 مليون دج لإعادة بعث هذه المنشأة الفنية التاريخية، إذ ينتظر الانطلاق في عملية تأهيل وتزيين جميع المنشآت الفنية المهمة بالولاية، خصوصا الجسور، انطلاقا من شهر جوان القادم، لإعادة تثمين هذه المعالم المعمارية التي ستحتضن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015، حيث من المقرر أن يخص البرنامج؛ جسر سيدي راشد، سيدي مسيد، القنطرة وجسر الشلالات، كما سيتم تعزيز العديد من الطرق الولائية والوطنية بالولاية، التي تتطلب ميزانية تفوق مليار دينار جزائري، لتكون جاهزة في آفاق 2015.