تنتعش خلال عيد الأضحى المبارك الذي يمتد أربعة أيام، مهن خاصة بهذه المناسبة، منها ما يتصل مباشرة بالأضحية، ومنها ما هو على علاقة غير مباشرة بالعيد وطرق الاحتفال به. بالنسبة للجزء الأول من هذه المهن “الموسمية”، فإن كثيرا من الشباب العاطلين يستغلون هذه المناسبة لتوفير مدخول لتغطية احتياجاتهم، فيعمل بعض هؤلاء كجزارين في الشوارع في اليوم الثاني والثالث من العيد، لتقطيع الأضحية للأسر التي تعجز عن القيام بهذا العمل بمفردها. حول هذه التجارة الموسمية التي تزدهر ثاني يوم العيد، كان لنا لقاء مع الجزار نبيل بحيّ باب الزوار، الذي قال: “إن معظم هؤلاء الشباب الذين ينصّبون طاولاتهم أيام العيد لتقطيع اللحم بطريقة جيدة، لهم خبرة في المجال مقارنة بأفراد الأسرة، الذين لا يعرفون كيفية التقطيع مما يجعلهم يلجأون إلى هؤلاء، وأغلبهم باعة في القصابات، يعملون لحسابهم الخاص في هذه الأيام لكسب المال. «هي تجارة تدرّ أرباحا جيدة”، هذا ما أكده لنا رفيق، رب أسرة؛ حيث قال: “تلجأ الأسر إلى هؤلاء الجزارين الموسميين في ثلاث حالات؛ عند عجزها عن تقطيع الأضحية، لاسيما إذا كان أفراد الأسرة نسوة فقط، أو رجالها مسنّون أو في حالة عدم توفر في البيت الوسائل اللازمة للتقطيع، ما يتطلب وجود سكاكين حادة وخاصة بتقطيع اللحم. وأشار رفيق إلى أن كثيرين يعملون حاليا في الأسواق، وتتعدد مهنهم الموسمية بين اختيار الكباش الجيدة على شكل سماسرة بين الزبون والباعة، أو نقل الكباش من السوق إلى منزل الزبون أو شحذ السكاكين؛ بغرض الحصول على عمولة مقابل هذه الوساطة، فالعمل يزدهر قبل أيام العيد ويستمر حتى اليوم الثالث منه، إذ بعد التوسط بين الزبائن وأصحاب المواشي في شراء الأضحية، يعمل هؤلاء الشباب يوم العيد على ذبحها بمقابل، وفي اليوم الثاني والثالث للعيد يتولون تقطيع الأضحية. وتتراوح أسعار التقطيع عند الجزار بين 900 و1200 دج، كما تختلف من حي إلى آخر، إلا أن هؤلاء الشباب الذين ينصّبون طاولات في الأحياء، تتراوح خدماتهم بين 700 و900 دج ولكن ليس بنفس جودة الجزار، على حد تعبير من مسّهم الاستطلاع. وأضاف ذات الجزار أن لديه زبائن دائمين يتصلون به قبل العيد، للاتفاق على الأضحية وذبحها وتقطيعها مقابل سعر محدد تم الاتفاق عليه بين الطرفين.