العيد فرصة للكسب المؤقت يعتبر عيد الأضحى في العادة فرصة لدى البعض لزيارة أقاربهم وعائلاتهم والتقرب من أحبابهم وأصدقائهم ومشاركتهم هذه الأجواء المميزة، في حين هناك فئة كبيرة من الشباب الجزائريين يعتبرونه فرصة لدر الأموال والحصول على مصروف إضافي، وأيضا مناسبة لامتهان مهنة حتى ولو كانت مؤقتة إلا أنها تغيثهم من عالم البطالة. س. بوحامد مهن متنوعة تسبق حلول عيد الأضحى بأيام طويلة، فئة تختار بيع أدوات الذبح والطبخ، وفئة تفضل مهنة سماسرة الأضاحي، فيما تصر فئة على امتهان مهنة الرعي ومهن أخرى. أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الأضحى، إلا أنه استطاع أن يثبت ويفرض وجوده عند الكثير من العائلات الجزائرية، مظاهر استقبال العيد اختلفت، كما اختلفت طرق الاحتفال بحلوله، لكن الأجواء تبقى على غير المعتاد. أول ما يلاحظه المرء عند دخوله إحدى الشوارع الشعبية بالعاصمة، المحلات الكثيرة التي فتحت أبوابها بعد غلقها طيلة العام، لتكدس الآن فيها الكباش بشكل مثير، المنظر يثير الانتباه مع أنها تظهر في كل سنة مع اقتراب حلول عيد الأضحى. يقول (حميد)، وهو شاب اختار بيع العلف والتبن وأنواع علفية أخرى، إن نصب الطاولات في الأزقة لها دلالات وأدوار كثيرة، ويشير إلى الدور التجاري الذي تلعبه تلك الطاولات والمحلات أيام عيد الأضحى، بالإضافة إلى الدور الترفيهي الذي يسعى الشباب إلى تحقيقه بتجمعهم بداخلها (صحيح أن هذه المحلات تعتبر محل العمل ومكان للبيع والشراء أيام عيد الأضحى، إلا أنها تعمل على جمع الأصدقاء، والاستمتاع بأجمل اللحظات، فقد نعمل على تحضير وجبات العشاء ومجموعة من الأطعمة ونحن مجتمعين بداخل المحل). إذا كانت الأجواء قد تغيرت مع اقتراب حلول عيد الأضحى، وظهرت بذلك مهن كثيرة مرتبطة بمناسبة عيد الأضحى، إلا أن الأمر وكما يقول (حميد) يتوقف على المؤهلات المالية والجسمانية لكل شخص، فلا يزعم أي شاب امتهان حرفة شحذ السكاكين أو حمل المواشي، كما لا يجرؤ الكثير على بيع العلف والفحم داخل محلات بلاستيكية. من جانبه، قال (محمد) قاطن بإحدى الأحياء الشعبية بالعاصمة، إنه على الرغم من أن بيع العلف يظهر أنه لا يدر الربح الكثير، إلا أن هذه المهنة المؤقتة التي تعتبر المهمة والأكثر إقبالا وجاذبية للعاطلين خلال أيام عيد الأضحى، توفر هامشا مهما من الربح ينقذ بعض العاطلين مرارة دوامة البطالة، حتى لو كان ذلك لفترة مؤقتة. ونفى المتحدث بأن تكون لهذه للمهنة المؤقتة إيجابيات فقط والتي تتجلى في مساعدة العاطلين في ظل ظروف البطالة، وأكد أنها تخبئ بين طياتها سلبيات كثيرة. ولام هؤلاء الشباب على عدم الاهتمام بموضوع البيئة، واتهم البعض منهم في ابالف والتبن وبقاياه وتراكم القمامة في الأحياء (لا أعتقد أن الجزائريين سيرضون بأن يصير حيهم مليئا بمخلفات تجار العلف مثلا، لذا يجب على هؤلاء الشباب أن ينتبهوا إلى هذا الجانب حتى تتماشى مهنتهم مع مقصد عيد الأضحى المبارك). مهن بعد حلول العيد من بين المهن المؤقتة التي تظهر بعد حلول العيد الأضحى، مهنة (الذباحين)، شباب ورجال عازمون صباح كل يوم عيد الضحى على تقديم المساعدة لبعض الأسر، ومساندتها في ذبح الأضحية، مقابل بعض المال الذي عادة ما يتراوح بين 600 إلى 800 دينار. ولا تهتم هذه الفئة إن كانت تمارس مهنة جزارة على طول السنة، بقدر ما يهمها تقمص الدور في صباح كل عيد الأضحى. يقول خالد أحد الجزارين ولكن فقط في عيد الأضحى، وتاجر في باقي أيام السنة، إن المهنة تدر عليه مبلغا لا بأس به، ويضيف أنه يتقاضى مقابل ذبح الأضحية وسلخها مبلغا جيدا خاصة إذا تعددت الأسر التي تطلبه.. مهنة أخرى تظهر مباشرة في يوم عيد الأضحى، وبعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، مقرها الأزقة الضيقة والشوارع والساحات الفارغة، وهي مهنة تقطيع اللحم، فهذه المهنة التي باتت مطلوبة بشكل كبير صبيحة ثاني أيام العيد، فمنذ الساعات الأولى للصباح يتجمع الرجال من كل الأعمار أمام بعض المحلات التي تكون في العادة مغلقة طيلة العام، وتفتح فقط في مثل هذه المناسبات من أجل المشاركة في الربح.. فإن عيد الأضحى كغيره من المناسبات فرصة ثمينة لدى البعض من أجل الكسب، ففي عيد النحر تظهر مهن وتختفي بمجرد غيابه إلى غاية العام المقبل، فالكل يسعى لابتكار مهن جديدة توافق متطلبات هذه المناسبة، فهناك محلات لجأت حتى إلى عرض الحبال الخاصة بربط الكباش، والتي تباع ب40 دينار للمتر الواحد.. فبين الفرحة بالعيد لقيمه الروحية والفرحة لاستغلاله من أجل المزيد من الكسب، يبقى عيد النحر فرصة من أجل تذكر روح التآلف والتعاون التي بدأت تغيب عن الأسر مقارنة بالماضي، إلا أنها ما تزال راسخة ولو بشكل نسبي بين بعض الجزائريين..