أكد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أن الرهان الحقيقي للاقتصاد في الجزائر لا يرتبط بالحاجة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي بقدر ما يرتبط بضرورة الخروج من التبعية للبترول والغاز وتنويع الاقتصاد الوطني والتموقع في السوق الدولية. ودعا كل فعاليات المجتمع إلى الإسهام في تجسيد الأهداف التي تصبو إليها الدولة في هذا المجال، متعهدا بالعمل على رفع كل العراقيل أمام الراغبين في دعم التنمية الوطنية، ومعاقبة أي إطار جزائري "يصدر قرارا تعسفيا أو يعيق تقدم أي مشروع تنموي". وأشار السيد سلال خلال لقائه، أمس، بممثلي المجتمع المدني لولاية غرداية، التي تعرف بنجاحها في تحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي محليا، إلى أن الجزائر تمتلك كل الإمكانيات لتطوير اقتصادها إلى مستوى يجعل منها سوقا واعدة على المستوى الدولي، وذلك من خلال تنويع الاقتصاد ودعم القطاعات التي تشكل محركات أساسية لهذا الاقتصاد، على غرار قطاعي الفلاحة والصناعة اللذين تعتزم الحكومة دعمهما بكل ما أوتيت من إمكانيات ووسائل مادية وبشرية. داعيا بالمناسبة الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين، ومنهم متعاملو ولاية غرداية، إلى الإسهام في إنجاح هذا المسعى من خلال المشاركة في المشاريع الطموحة التي يتيحها القطاعان بالولاية، على غرار المشاريع الصناعية المرتبطة بمجال الطاقة الشمسية، التي يعتزم قطاع الطاقة والمناجم بعثها بهذه الولاية. وأكد السيد سلال، في سياق متصل، التزام الحكومة برفع كافة العراقيل التي تعترض سير وتقدم المشاريع، ولا سيما منها العراقيل البيروقراطية، متوعدا المسؤولين بقوله "ممنوع على أي إطار جزائري أن يتخذ أي قرار تعسفي أو يعيق تقدم أي مشروع"، وأضاف في نفس الصدد بأن الحكومة لا يمكنها أن تعمل بالاعتماد على مثل هذه الإطارات، على اعتبار أنها (الحكومة) تعهدت أمام رئيس الجمهورية وأمام مؤسسات الدولة والنواب والشعب بالعمل على تسهيل الأمور للمواطن. كما جدد الوزير الأول التزام الحكومة بالتعامل بنفس القدر من المساواة بين كل المواطنين والمتعاملين، وأن الدولة تفتح أبوابها لكل الجزائريين دون تمييز، وقال في هذا الصدد "التفرقة ليست من تقاليدنا ولا من نظرتنا في التسيير". مؤكدا بأن الحكومة تعتبر أن كل الجزائريين لهم عدو واحد هو "الفقر والانشقاق واللامبالاة" ولذلك فهي تفضل العمل –يضيف الوزير الاول- بأسلوب الحوار ورفض الدخول في الصراع. ولدى تطرقه إلى واقع التنمية بغرداية، أكد السيد سلال بأن هذه الولاية تحتل موقعا استراتيجيا على المستوى الوطني يؤهلها لأن تلعب دورا محوريا في دفع الاقتصاد والارتقاء بالمجال التكنولوجي، على اعتبار أنها تتوسط شمال البلاد وجنوبها الزاخر بالمناطق والمركبات الصناعية، مذكرا بأن ولاية غرداية التي تجسد ثلاثية الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام والعروبة والأمازيغية، يشهد لها الناس في الداخل والخارج بأن لها أبعادا أخرى، وتعتبر أحسن مثال للتآخي والتضامن والتعايش.
دعوة أهل المنطقة إلى الالتحام ونبذ الأحقاد وواصل الوزير الاول حديثه عن المزايا التي تعرف بها المنطقة في مجال التعايش بين أهلها، بقوله بأن استذكار كل الأعلام التي خرجت من هذه المنطقة التي يتميز أهلها بصفات الابداع والابتكار، والتفاني في العمل، تتركنا اليوم نتحدث عن الولاية ورأسنا مرفوع، لأن مستقبل هذه المنطقة لا أحد يمكن أن يزعزعه". وذكر في هذا الصدد بأن الاستعمار حاول زعزعة استقرار المنطقة لكنه لم ينجح، "كما أن البعض زرع بذور الفتنة والشقاق بين سكان المنطقة لكنهم فشلوا وسيفشلون حتى في المستقبل"، مؤكدا بأن جهود الدولة ستوجه كلها لدعم هذا الاستقرار من خلال إعطاء كل الإمكانيات للمنطقة لدعم تطورها. وفيما أشار إلى أن مشوار كل الجزائريين يلتقي في هدف واحد هو تعزيز استقرار ووحدة البلاد في ظل الاستهداف المركز على المنطقة التي تعيش معظم دولها حالة لااستقرار، لم يتوان رئيس الجهاز التنفيذي في دعوة أعيان ولاية غرداية وسكانها إلى التعاون مع السلطات العمومية من أجل مواصلة برامج التنمية لفائدة المنطقة والجزائر ككل. مبعوث "المساء" إلى غرداية: م / بوسلان