توج الفيلم الجزائري “الأيام السابقة” للمخرج كمال موساوي، بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الإفريقي العاشر بقرطبة بإسبانيا، في فئة الأفلام القصيرة، سهرة أول أمس، حسبما أكدته بطلة الفيلم الممثلة سهيلة معلم ل “المساء”. قالت الممثلة بأن الفيلم المتوج بالجائزة الأولى في صنف الفيلم القصير بقرطبة تم دون حضور المخرج أو الممثلين، موضحة أن المهم هو أن الفيلم شرف الجزائر في هذا المحفل السينمائي المخصص للأفلام الإفريقية، وذكرت أنه خلال “الأيام السابقة” حاز كذلك جائزة أحسن فيلم قصير في مهرجان الفيلم العربي بوهران، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان نامور بالسويد. يروي الفيلم على مدار 42 دقيقة، بضعة أيام من حياة مراهقين يقطنان بحي عرف أوضاعا صعبة خلال تسعينيات القرن الماضي في الجزائر العاصمة، حيث وُفّق المخرج كريم موساوي في حبك القصة بنظرة متقاطعة حول أحداث وقعت في ظرف أيام بمنطقة سيدي موسى. إذ لا يُعد موضوع الفيلم الذي يرتبط بالعشرية السوداء عنصرا جديدا، غير أن المعالجة جاءت مغايرة، لما يميزها من وضوح وأخذ مسافة وانفصال في النظرة إلى مشاكل المجتمع، خاصة العنف، الكبت وعلاقات الصراع بين الأولياء والأبناء، مما منح للموضوع خصوصية ومصداقية. وقد عالج المخرج الموضوع بطريقة معتدلة، مع تسجيل تطورات وأحداث غير منتظرة، سواء في السرد أو الصوت أو الصورة، مع اختيار موسيقى الأوبرا الإيطالية، كما اختار المخرج لغة طليقة خلال حديث المراهقين دون تحوير أو تزيين. وشاركت عدة أفلام جزائرية في الدورة العاشرة لمهرجان السينما الإفريقية بقرطبة (إسبانيا) التي جرت فعالياتها من 11 إلى 19 أكتوبر، بمشاركة أكثر من 60 فيلما من حوالي 30 بلدا من إفريقيا، أوروبا، آسيا وأمريكا اللاتينية. وتنافس فيلم “يما” (2012) لجميلة صحراوي، “رونغين” الإمتناع- (2012) لرشيد جيداني و”سكريت سكرينن” (2012) للمخرجة ماتو عايدي، في مسابقة “الحلم الإفريقي” للأفلام الروائية الطويلة. ودخل فيلما “اسأل ظلك” (2012) للمين عمار خوجة و”في العلبة”(2012) لجميل بلوصيف غمار المنافسة ضمن مسابقة “الجانب الآخر للمضيق” للأفلام الوثائقية الطويلة. وشارك الأفلام القصيرة “الجزيرة” (2012) لأمين سيدي بومدين و”طارزان دون كيشوت ونحن” (2013) لحسان فرحاني، إلى جانب “الأيام السابقة” (2013) لكريم موساوي في مسابقة “إفريقيا من خلال الأفلام القصيرة”.