ينتظر الرياضيون الجزائريون، بفارغ الصبر، أن يكشف المدرب الوطني، وحيد حليلوزيتش، عن قائمة اللاعبين الذين سيكونون معنيين بموعد 19 نوفمبر القادم الذي سيجمع بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة منتخبنا الوطني بنظيره البوركينابي لحساب مباراة العودة من تصفيات كأس العالم 2014. وليس هناك أدنى شك في أن التقني البوسني لن يغامر باتخاد قرار يقضي بإحداث تغييرات كثيرة في سياسة اختيار اللاعبين الذين اعتاد توجيه الدعوة لهم للمشاركة في المواعيد الكبرى، كونه يدرك أن ساعة الحسم في تصفيات كأس العالم قد حانت وليس هناك أي مجال للخطأ لتحديد التعداد الذي سيجري به الخضر آخر تدريباتهم قبل مواجهة تشكيلة ”الخيول”، لكن يتعين على حليلوزيتش التريث إلى آخر دقيقة من الوقت الذي بحوزته لتوجيه الدعوة للاعبين، حيث يجب عليه التأكد بصفة نهائية من استعدادهم التنافسي وعدم تعرضهم إلى الإصابات التي تؤرقه قبل اللقاء ضد البوركينابيين، لكن مهما كانت حالة اللاعبين، فإن المدرب الوطني ليس مستعدا لإحداث تغييرات جذرية في التشكيلة التي خاضت مباراة الذهاب بواغادوغو، وإذا اضطر للقيام بالتغييرات، فإن هذه الأخيرة لن تمس سوى مناصب قليلة. ومما لا شك فيه فإن التساؤل الكبير في هذا الجانب يخص خط الهجوم الذي ستعلق عليه آمال الجزائريين في رؤية منتخبهم يشق طريقه إلى موعد البرازيل، فمسؤولية تسجيل الأهداف ترجع إليه بالدرجة الأولى، ويتعين على حليلوزيتش اختار المهاجمين القادرين على صنع الفارق في النتيجة على غرار ما فعله من قبل كل من إسلام سليماني وهلال العربي سوداني وسفيان فيغولي الذين أصبحوا يعرفون جيدا خبايا أرضية ميدان مصطفى تشاكر، ويبقى التساؤل مطروحا حول من يلعب إلى جانبهم، هل هو نبيل غيلاس أو إسحاق بلفوضيل ؟ هذا الأخير تقول بشأنه مصادر مقربة من الفاف أنه سيكون ضمن التعداد الذي سيحضر المباراة ضد بوركينافاسو، حيث يكون رئيس الفاف محمد روراوة قد أقنع حليلوزيتش بضرورة الاستعانة بلاعب أنتر ميلانو، لأن الاتحادية، التي وضعت سياسة استقدام اللاعبين المحترفين إلى صفوف الخضر بين أولويات سياستها، تخشى أن لا تجد سببا في إقناع بلفوضيل للبقاء مع الفريق الوطني إذا ما أبعده المدرب الوطني عن مباراة 19 نوفمبر، علما أن لاعب أنتر ميلانو غضب بشكل كبير لما أشركه حليلوزيتش في الدقيقة الأخيرة من المباراة ضد مالي، وقد عبر عن عدم رضاه لما توجه مباشرة إلى غرف تبديل الملابس دون مصافحة لاعبي الخصم، ولا شك أن بلفوضيل غير مستعد لمعايشة ذلك السيناريو الذي صدمه كثيرا، ويتوقع الملاحظون أن يقوم التقني البوسني بإشراكه خوفا من رد فعل أنصار الخضر الذين لا زالوا يرغبون في إعطاء الفرصة لهذا اللاعب الذي اختار اللعب مع الفريق الجزائري عوض الفريق الفرنسي. وليس بلفوضيل اللاعب الوحيد الذي يحير حليلوزيتش، حيث أن هذا الأخير مضطر أيضا لحل معضلة بعض المناصب على غرار حراسة المرمى، ذلك أن رايس امبولحي لم يعط ضمانات كبيرة في مباراة الذهاب أمام البوركينابيين ويحمله الكثيرون مسؤولية الهدفين اللذين سجلا ضده، لكن مسألة استخلافه بأحد الحراس الثلاثة زماموش ودوخة وسيدريك لا تبدو مؤكدة كون التقني البوسني يضع ثقة تامة في حارس سيسكا صوفيا حتى ولو لم يكن في أحسن حالاته البدنية والمعنوية مثلما فعل معه في كأس أمم إفريقيا 2012 بجنوب إفريقيا التي شارك فيها رايس امبولحي كأساسي دون أن يكون ضمن أي ناد، ونفس المشكل يعترض التقني البوسني بالنسبة لمنصب المدافع الأوسط في ظل المعاقبة المسلطة على بلكالام، وأيضا بالنسبة لمنصب ظهير أيمن للخط الخلفي، حيث من المنتظر أن يعاين اليوم المدرب الوطني المدافع حشود في لقاء مولودية الجزائر – شبيبة القبائل، للتأكد نهائيا من قدرة هذا اللاعب على العودة من جديد إلى المنتخب الوطني بعدما برز ابن مدينة العطاف في المباريات الأخيرة لفريقه، لكن لا نظن أن الأمور تبدو مختلطة على حليلوزيتش الذي عادة لا يأخذ برأي أي أحد في اختيار اللاعبين الذين يريد الاعتماد عليهم.