يلعب الفريق الوطني اليوم آخر مباراة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 التي تحتضن أطوارها جنوب إفريقيا، وستكون هذه المواجهة شكلية بالنسبة للخضر الذين خرجوا من السباق بعد تسجيلهم لانهزامين متتاليين أمام تونس (1-0) و الطوغو (2-0) ، ولا أحد منا يتوقع كيف سيكون رد فعل لاعبينا في موعد اليوم بعد خروجهم المبكر من المنافسة وما تبع ذلك من خيبة كبيرة لدى الجماهير الرياضية الجزائرية التي اعتبرت ان تشكيلة المدرب وحيد حليلوزيتش خرجت من الباب الضيق ولم تكن في مستوى السمعة التي وصلت إليها. ورغم كل ما قيل حول إقصائنا في الدور الأول، فإن حليلوزيتش ولاعبيه مطالبون اليوم بتسجيل نتيجة إيجابية تحفظ لهم ماء الوجه حتى ولو أنها لن تغطي المساوئ التي ظهروا بها في هذه المنافسة القارية، ولا غرابة في أن يضطر التقني البوسني إلى إحداث تغييرات جذرية، بما أنه لم يتوصل بعد إلى ضبط التشكيلة الأساسية المثالية التي كان يبحث عنها حتى قبل الوصول إلى جنوب إفريقيا، وهو ما يفسر الصعوبات التي لا تزال تواجهه في هذا الجانب، فهو مضطر لإعادة النظر في كيفية توزيع الأدوار في كل المناصب بدون استثناء، لأن لا أحد من اللاعبين قدم ما كان ينتظرا منه في هذه النهائيات، التي كشفت ان حليلوزيتش أخطأ ليس فقط في تحديد المناصب، بل حتى في الخيارات التكتيكية التي كانت فاشلة مائة بالمائة، بما أنها حالت دون مرورنا إلى الدور الثاني، وسيكون حليلوزيتش هذه المرة مضطرا لإعطاء فرص اللعب للعناصر التي بقيت في كرسي الاحتياط وكانت جديرة بأخذ مكانها في التشكيلة الأساسية، على غرار اللاعب رياض بودبوز الذي اعتبره الاختصاصيون والملاحظون الضحية الكبرى في استراتيجية المدرب حليلوزيتش، الذي لم تكن له الجرأة الكافية للاعتماد على لاعب نادي سوشو الذي كان خارج حساباته حتى في المباريات الودية التي لعبها الخضر قبل تنقلهم إلى جنوب إفريقيا، وقد أظهر بودبوز تذمرا كبيرا مما يحدث له في الفريق الوطني، و ذهب إلى حد القول أنه غير مستعد معنويا للمشاركة في المباراة ضد كوت ديفوار، وتتشابه وضعيته بدرجة أقل مع المدافع غلام الذي تفاجأ بعدم إدراجه في الفريق الذي واجه تونس والطوغو، وحسب أراء الاختصاصيين، فإن الاستعداد التنافسي للاعب سانت ايتيان كان كافيا لكي يستخلف جمال مصباح الذي أظهر على غير العادة محدودية كبيرة في اللعب بسبب قلة مشاركته في الفترة الأخيرة مع فريقه جمعية ميلانو في مباريات البطولة الإيطالية، مثلما هو حال لاعب نادي خيتافي الإسباني مدحي لحسن الذي لم يعد يلقى الإجماع بخصوص الدور الذي يؤديه مع الخضر، مما يؤكد من جديد الأخطاء التي ارتكبها حليلوزيتش في كيفية تحديد معايير انتقاء التشكيلة الأساسية، ولا يختلف الأمر أيضا في ما يتعلق بالحارس امبولحي الذي كان على غير العادة بعيدا عن رزانته المعهودة وارتكب عدة أخطاء من خلال خرجاته غير الموفقة في الهدفين المسجلين عليه من الطوغوليين، بالإضافة إلى مسؤوليته الكبيرة في تلقيه الهدف الأول في مرماه من التونسي المساكني الذي خادعه بقذفه قوية من بعيد، مما يدل على أن التقني البوسني استخف كثيرا بعامل التنافس الذي يعاني منه امبولحي الذي لا يبدو أحسن استعدادا من زميليه في الفريق الوطني عز الدين دوخة وسي محمد سيدريك المرشحين لخلافته اليوم أمام كوت ديفوار. ولا شك أن أهم شيء يتعين على المدرب وحيد حليلوزيتش الوقوف عليه في مباراة اليوم هو استخلاص الدروس وإعادة النظر في كل الحسابات التي بنى عليها نظرته في تسيير الفريق الوطني، كون هذا الأخير لا يزال في حاجة إلى تدعيم تعداده بلاعبين قادرين على إعطاء نفس جديد له قبل موعد تصفيات كأس العالم.